- صاحب المنشور: أحمد القاري
ملخص النقاش:
مع انتشار جائحة كوفيد-19 حول العالم، لم تكن التأثيرات الصحية الجسدية هي الوحيدة التي شهدناها. فقد أثرت هذه الجائحة أيضاً بصورة كبيرة على الصحة العقلية والنفسية للأفراد والمجتمعات. التباعد الاجتماعي والإغلاقات المفروضة وتغير الروتين اليومي كلها عوامل أدت إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب والأرق وغيرها من المشاكل المتعلقة بالصحة النفسية.
من بين أكثر الفئات تأثراً هم الأطفال والشباب، الذين يعانون من تغييرات غير متوقعة في نمط حياتهم التعليمي والاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، قد تعرض العديد من البالغين لضغوط اقتصادية واجتماعية ناجمة عن البطالة أو فقدان الدخل أو الضغوط الأسرية بسبب الحجر الصحي والحبس المنزلي.
على الجانب الآخر، برزت أيضًا بعض الإيجابيات خلال هذه الفترة. فعلى سبيل المثال، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات الاتصال عن بعد أكثر أهمية لتوفير الدعم النفسي والعاطفي عبر الإنترنت. كما تم تطوير خدمات الاستشارات والتوجيه الافتراضية لتلبية احتياجات الأفراد الذين يشعرون بالعزلة والوحدة.
لحماية وصيانة الصحة النفسية أثناء وبعد الجائحة، يتعين علينا التركيز على عدة نقاط رئيسية: تعزيز مهارات مواجهة الضغط، تقديم الدعم المجتمعي المحلي، تشجيع النشاط البدني الذاتي، والحصول على الرعاية الطبية الاحترافية عند الحاجة. ومن المهم أيضاً تذكير الناس بأن الشعور بالحزن والخوف ليس ضعفاً وأن طلب المساعدة ليس أمراً مخزيًا ولكنه ضروري للتعافي الكامل.
وفي النهاية، يمكننا القول إن تأثير جائحة كورونا على الصحة النفسية كان شديدا ولكن مع العمل الجاد والاستمرارية في البحث عن حلول مبتكرة، سيكون بإمكان مجتمعاتنا التغلب عليها نحو مرحلة أفضل وأكثر ازدهاراً.