• صاحب المنشور: إخلاص السيوطي
  
  ملخص النقاش:
  

  مع تطور العالم نحو التحول الرقمي، باتت التأثيرات التي يتركها هذا التحول واضحة ليس فقط على الاقتصاد والتعليم بل أيضا على العلاقات الاجتماعية. تشكل وسائل الاتصال والتواصل عبر الإنترنت تحديا فريدا للأجيال الحالية والمقبلة فيما يتعلق بكيفية بناء وتطوير المهارات الاجتماعية الأساسية مثل الاستماع الفعال، التعاطف، والإدراك العاطفي. هذه الظاهرة ليست مجرد اختلاف بسيط؛ إنها تغييرات جذرية قد تؤثر بشكل عميق على كيفية تعامل الأفراد مع بعضهم البعض خارج نطاق الشبكة الافتراضية.

الأجيال الأصغر سنا، الذين نشأوا محاطين بالتكنولوجيات الحديثة منذ سن مبكرة، لديهم عادة طرق مختلفة للتفاعل مقارنة بالأجيال الأكبر سنا. بينما يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي توسع دائرة "العلاقات" الشخصية، فإن النوعية والعمق لهذه العلاقات قد تتأثر بسبب الاعتماد الزائد على الرسائل القصيرة أو الملخصات المرئية. فالتواصل الذي يتم عبر الشاشات غالبًا ما ينقصه الجوانب الغنية للمشاعر الإنسانية مثل الصوت والنبرة ولغة الجسد - وهي عناصر أساسية لفهم ردود الأفعال الدقيقة ومستويات الإثارة لدى الآخرين.

استخدام الوسائط الرقمية

بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف حول مدى قدرة الشباب الذين يقضون وقت طويل أمام الشاشة على فهم السياقات القائمة على الواقع. فقد لوحظ انخفاض القدرة على قراءة اللغات غير المكتوبة ومن ثم استنتاج المشاعر والعواطف منها. كما يُعتقد أيضًا أنه ربما يؤدي هذا الانتقال الكبير للأنشطة اليومية إلى الانترنت لتقليل فرص التعلم الطبيعي للمعارف الاجتماعية والمعنوية من خلال التجارب الشخصية الحقيقية.

إيجابيات وسلبيات

ومع ذلك، يجب الاعتراف بأن استخدام التكنولوجيا الرقمية له جوانب ايجابية كذلك: فهو يعزز الوصول العالمي للمعلومة ويسمح بتبادل الأفكار بسرعة وكفاءة أكبر مما كان ممكن سابقا. علاوة على ذلك، توفر المنصات الرقمية بيئات آمنة نسبيا حيث يمكن للشباب مشاركة وجهات نظرهم وأفكارهم بحرية دون الخوف من الاحراج الشخصي المحرج في المواقف الاجتماعية التقليدية .

دور التعليم والشركات

لقدرة إدارة هذه الآثار المحتملة تأتي ضمن مسؤوليات المؤسسات التربوية وشركات البرمجيات. إن دمج دورات تدريب اجتماعية داخل المناهج الدراسية وتعزيز البرامج التي تحث على التعاون وجهًا