- صاحب المنشور: إخلاص بن عروس
ملخص النقاش:
التعليم كأداة أساسية للتنمية البشرية والاقتصادية يواجه اليوم تحديات كبيرة بسبب الثورة التكنولوجية المتسارعة. إن التحول الدراماتيكي نحو التعلم الإلكتروني والتطبيقات الرقمية قد فتح أبوابًا جديدة للتواصل والمعرفة، ولكنه أيضًا خلق العديد من العوائق التي تحتاج إلى معالجة فورية.
أولى هذه التحديات هو الفجوة الرقمية بين الطلاب والمدرسين. رغم توفر الأجهزة التقنية الحديثة لدى البعض، إلا أنه يوجد الكثير ممن ليس لديهم القدرة على الوصول إلى الإنترنت أو حتى فهم استخدامها الأساسي. هذا يشكل حاجزًا كبيرًا أمام تحقيق العدالة الاجتماعية في التعليم. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن جودة المحتوى الرقمي ومصداقيته، حيث يمكن لأي شخص نشر معلومات غير دقيقة عبر الإنترنت.
تحديات أخرى
ثانيًا، يتطلب الانتقال إلى البيئة الرقمية تكييف شامل للنظام الأكاديمي والمناهج الدراسية. بينما كانت المدارس تقليدياً تعتمد على المعرفة النظرية التي يتم تقديمها داخل الصفوف الدراسية، أصبح الآن التركيز أكثر نحو المهارات العملية كالبرمجة والإبداع الرقمي. ومع ذلك، فإن معظم المناهج الحالية لم تتكيف بعد مع متطلبات القرن الواحد والعشرين.
وفي الوقت نفسه، ينبغي مراعاة الجانب النفسي والاجتماعي لهذه التحولات. فقد أدى الاعتماد الزائد علىscreens time إلى انخفاض التواصل الاجتماعي وجهًا لوجه بين الطلاب وأقرانهم وأساتذتهم. كما أثارت القضايا الأخلاقية مثل الخصوصية والأمان تساؤلات حول كيفية حماية المعلومات الشخصية للأطفال أثناء وجودهم عبر الإنترنت.
لتجاوز تلك العقبات، يقترح بعض الخبراء إعادة تصميم دور المعلّم ليصبح مستشاراً رقمياً يدعم ويوجه طلابه خلال رحلة التعلم الجديدة. كذلك، تشجع بعض البلدان الحكومات على الاستثمار في البنى التحتية لتوفير شبكة عريضة النطاق عالية السرعة للمناطق الريفية وكذلك المناطق الفقيرة. علاوة على ذلك، هناك دعوات لإعادة تعريف مفاهيم الامتياز الأكاديمي بناءً على مدى تعامل الطالب الناجح مع العالم الرقمي وليس مجرد قدرته على اجتياز اختبار كتابي.
في النهاية، يجدر بنا أن نتذكر بأن التغيير ليس أمراً سهلاً ولكنّه ضروري للحفاظ على تنافسيتنا العالمية وضمان تمكين جميع الشباب بغض النظر عن خلفياتهم. "التعلم المستمر" لن يكون مصطلحاً مجازيًا عندما تصبح الكفاءة الرقمية جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية لكل فرد.