- صاحب المنشور: وسام الغزواني
ملخص النقاش:
تواجه البشرية اليوم تحدياً كبيراً يتمثل بأزمة المياه المتزايدة التي تهدد حياة ملايين الأشخاص حول العالم. هذه الأزمة ليست مجرد نقص مؤقت في موارد المياه العذبة، ولكنها مشكلة هيكلية معقدة ذات جذور متعددة الجوانب تتطلب حلولاً شاملة واستراتيجية طويلة الأمد. تُعزى العديد من عوامل هذا الشكّل الجديد للأزمات إلى مجموعة متنوعة من العوامل البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
العوامل البيئية: التصحر والجفاف
من أهم المؤثرات على توافر المياه هو تغير المناخ الذي يؤدي إلى موجات جفاف مستمرة وجفاف التربة الزراعية مما يقلل إنتاجيتها ويؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائي العالمي. بالإضافة لذلك، فإن عملية التحضر السريع والاستخدام المكثف للمياه في الصناعات المختلفة تشكل ضغطا هائلا على محيطات الأرض والبحيرات والأنهار. مثلاً، يُقدر أن أكثر من ثلثي مياه نهر الدانوب - أحد أكبر أنهار أوروبا – يستخدم سنويا لأغراض الري والصناعة والصرف الصحي.
العوامل الاقتصادية: سياسات الاستثمار والتوزيع غير الفعال
في بعض الدول الغنية بالموارد المائية مثل الهند وأمريكا اللاتينية وآسيا جنوب شرق آسيا؛ غالبا ماتكون هناك فجوات كبيرة بين المناطق المحرومة والميسورة نسبياً فيما يتعلق بتوفير خدمات توصيل المياه وتنقيتها. علاوة على ذلك، قد تلعب السياسات الحكومية دورا حاسما حيث يمكن استخدام عائدات تصدير المواد الخام المدعومة بالمياه لتطوير مناطق أخرى بينما تترك