• صاحب المنشور: رنين البناني
  
  ملخص النقاش:
  لقد شهد العالم تحولات عميقة جراء الثورة التكنولوجية، خاصة مع انتشار الإنترنت والتحول نحو الاقتصاد الرقمي. هذا الانتقال الإلكتروني لم يقتصر التأثير عليه على القطاعات الخدمية والتجارية فحسب؛ بل امتد أيضاً إلى الصناعات الكلاسيكية والعريقة مثل قطاع الزراعة الذي يعد العمود الفقري للاقتصاد العالمي منذ القدم. ستركز هذه الدراسة على كيفية تأثير التحول الرقمي على قطاع الزراعة وكيف يمكن لهذه التغييرات أن تزيد الإنتاج وتوفير الطعام وتقلل الفاقد الغذائي.

التطبيقات الذكية والإرشادات الزراعية

أحد أهم الركائز التي تعتمد عليها استراتيجيات الاستخدام الحديث للتكنولوجيا في المجال الزراعي هي تقديم المعلومات الدقيقة والمفصلة للمزارعين حول أفضل طرق الزراعة والعناية بالنباتات. تقدم العديد من الشركات الآن تطبيقات ذكية تعمل كمرشد زراعي شخصي عبر الهاتف المحمول. توفر هذه التطبيقات بيانات حيوية متعلقة بجودة التربة ومستويات الأمطار المتوقعة وأفضل توقيت للزراعة والحصاد وغير ذلك الكثير مما يسهم في زيادة الإنتاجية وتحسين نوعية المنتجات. كما أنها تساعد في مراقبة الصحة العامة للنباتات والكشف المبكر لأي مشكلات صحية قد تواجهها النباتات ومن ثم تدريب المزارع على التعامل مع تلك المشاكل قبل تصاعد حجمها.

استخدام الطائرات بدون طيار "الطائرات الدرونية"

يمكن لطائرات درونز مجهزة بمعدات تصوير حرارية ومتطورة أخرى القيام برسم خرائط مفصلة للأرض ورصد أي تغييرات تحدث لها. يتم جمع البيانات بعد ذلك وتحليلها باستخدام البرمجيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي لتحديد المناطق الأكثر خصوبة وإعطاء تعليمات محددة بشأن حيث يجب وضع البذور أو الأسمدة أو المياه. بالإضافة لذلك، تقوم بعض شركات الزراعة بتشغيل طائرات الدرونز لرصد الحشرات الآفة والأمراض الأخرى التي قد تضر بالمزرعة وبالتالي أخذ التدابير اللازمة لمنع تفشي المرض أو مكافحة الآفات الضارة بطرق أكثر فعالية.

إدارة موارد المياه بكفاءة أكبر

مع ازدياد السكان عالميًا أصبح هناك حاجة متزايدة لإدارة موارد المياه بصورة مستدامة وفعالة. تستفيد تقنيات الإنترنت الأشياء (IoT) هنا بشدة أيضًا. تتضمن إحدى الحلول الناجحة تركيب جهاز استشعار صغير داخل الأرض يتحسس رطوبة التربة ويستخدم تقنية الاتصال اللاسلكي لنقل البيانات إلى نظام مركزى يشرف على كميات الماء المستخدمة كل يوم حسب الاحتياجات المختلفة لكل قطعة أرض بناءً على عدة عوامل تشمل درجة الحرارة والرطوبة وجودة التربة نفسها وما إذا كانت المنطقة معرضة لعواصف مطر شديدة أم مجرد هطول بسيط للمياه خلال فصل الربيع مثلاً. وهذا