• صاحب المنشور: رتاج الحسني
  
  ملخص النقاش:
  في عصر رقمي يتزايد فيه الاعتماد على التقنيات الحديثة، أصبح دور الذكاء الاصطناعي واضحاً في العديد من المجالات. وفي مجال التعليم تحديدًا، يمكن لهذا الدور أن يساهم بشكل كبير في تعزيز العملية التعليمية وتقديم حلول جديدة ومبتكرة لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين. إلا أنه يشكل أيضًا مجموعة من التحديات التي تحتاج إلى معالجة بعناية لضمان الاستخدام الفعال والمستدام للذكاء الاصطناعي في هذا السياق.

التحدي الأول الذي يواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم هو القلق بشأن استبداله للمعلمين كقوة بشرية رئيسة في عملية التعلم. رغم القدرة الهائلة للذكاء الاصطناعي على توفير مواد تعليمية مخصصة وجاهزة للمستخدمين بناءً على احتياجاتهم وقدراتهم الخاصة، فإنها قد تؤدي إلى الشعور بأن دور المعلم كموجه شخصي وباني للعلاقات الاجتماعية بين الطلاب والمعلمين آخذ بالزوال. ومع ذلك، ربما تكون هذه النظرة ساذجة بعض الشيء لأن الذكاء الاصطناعي ليس قادراً بعد على محاكاة الجانب العاطفي والفكري الإنساني مثل الفهم المتعمق للنفس البشرية والتفاعل الوجداني والإرشاد النفسي وغيرها من الجوانب المهمة.

من ناحية أخرى، توفر تقنية الذكاء الاصطناعي فرص هائلة لتحسين جودة التعليم وجعله أكثر فعالية وكفاءة. فمثلا، يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الضخمة حول الأداء الأكاديمي لكل طالب لتحديد نقاط القوة والضعف لديه ثم تصميم خطط دراسية شخصية تناسب ظروف كل طالب فرديًا. بالإضافة لذلك، يمكن لاستخدام الروبوتات الآلية المحادثية المساعدة في تقديم دروس تدريب متكررة ومتعددة اللغات مما يعزز تجربة التعليم ويوسع نطاق الوصول إليه للأشخاص ذوي الاحتياجات المختلفة سواء كانوا صغارا أو مسنين أو ممن لديهم قيود جسدية مختلفة. كما يساعد نظام الذكاء الاصطناعي أيضا في تصحيح الأعمال الكتابية والامتحانات بسرعة ودقة كبيرة مقارنة بإعادة النظر عليها يدوياً بواسطة مدرس بشري وهو أمر مهم للغاية لحفظ الوقت والجهد واستثمارهما فيما يفيده الطالب حقا خلال فترة الدراسة القصيرة نسبيًا بالمقارنة ببقية مراحل الحياة الأخرى كالعمل والاستقرار الأسري مثلاً .

بالرغم من أهميتها الواضحة ، تتطلب قضيتا السلامة والأمان العام اعتبارات خاصة عند الحديث عن ادراج عناصر تعتمد علي تكنولوجيا الذك