بالنسبة إلى مسألة صحة صلاة المسلم دون القيام بالوضوء بعد الاغتسال الكامل للجسم، فقد أكدت علماء الدين الإسلامي على أهمية فهم السياقات المختلفة لهذا الفعل الديني. وفقًا للشريعة الإسلامية، عندما يقوم المرء بالاغتسال بسبب حالة حدث كبير مثل الجنابة أو الحيض، وإذا تم توزيع الماء بشكل متساوي على الجسم مع الالتزام بالمأمور به مثل المضغمة والاستنشاق، فذلك يعدّ امتثالاً لأوامر الطهارة كما ذكرها القرآن الكريم: "وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّروا". وبالتالي، يكون هذا الغُسل تكفيراً للحدث الأكبر ويخلو الشخص من حاجة لإعادة الوضوء بعده؛ إلا في حالات حدوث أحد نواقض الوضوء الجديدة والتي تستدعي إعادة الوضوء.
ومع ذلك، إذا كان الغرض من الاغتسال هو مجرد تنظيف الجسم أو التبريّد، فهنا لا يؤدي الاغتسال دور الوضوء الذي يعد عبادة مستقلة بذاتها حسب التعريفات الإسلامية التقليدية. وفي هذه الحالة يحتاج الشخص إلى أداء الوضوء بالإضافة إلى الاغتسال لتحقيق الشروط اللازمة لصحة الصلاة.
يذكر أيضًا العلماء أنه ينصح باتباع هدي الرسول محمد ﷺ حيث كان يغسل يديه قبل البدء باغتسال الجنابة ويتابع بعدها بطقوس الوضوء الخاصة بالصلاة. وهذا التحذير يعكس الرغبة في تحقيق أعلى درجات التعبد والإلتزام بالأعمال الدينية بالشكل الأمثل.
وفي النهاية، دعونا نؤكد مرة أخرى أن الأمر المهم هنا ليس فقط تنفيذ الأعمال الخارجية ولكن أيضا فهم معناها والتعمق بفلسفتها الروحية والتقوية للعلاقة بين الخالق والمخلوق عبر الطاعات والقربات.
