الأزمة الاقتصادية العالمية: جذورها وأثرها على الدول الناشئة

تواجه العديد من البلدان حول العالم، خاصة تلك التي تعتبر دولاً ناشئة، تحديات اقتصادية كبيرة نتيجة الأزمات المتلاحقة. هذه التحديات تتأرجح بين الاضطرا

  • صاحب المنشور: اعتدال بن القاضي

    ملخص النقاش:

    تواجه العديد من البلدان حول العالم، خاصة تلك التي تعتبر دولاً ناشئة، تحديات اقتصادية كبيرة نتيجة الأزمات المتلاحقة. هذه التحديات تتأرجح بين الاضطرابات المالية المحلية والتقلبات العالمية في الأسواق. يعتبر هذا الوضع أكثر حدة بالنسبة للدول ذات القواعد الاقتصادية الرقيقة أو غير المستقرة والتي غالبا ما تفتقر إلى الاحتياطي الكافي للتعامل مع الصدمات الخارجية.

منذ بداية القرن الحادي والعشرين، شهدنا عدة موجات من الأزمة الاقتصادية - مثل الركود الكبير لعام 2008، ثم التأثيرات الجذرية لجائحة كوفيد-19 مؤخراً. كل واحدة منها تركت بصمة عميقة في الاقتصاد العالمي، لكن تأثيرها كان متفاوتا بناءً على موقع البلد واستراتيجيته الاستثمارية وقدرته على التعامل مع التقلبات السوقية. الدول الناشئة، التي تمثل نسبة كبيرة من سكان العالم وتسعى دائما نحو نمو مستدام، كانت عرضة بشكل خاص لهذه الهزات بسبب اعتمادها العالي على التجارة الدولية والاستثمارات الخارجية.

جذور الأزمة

يمكن تتبع جذور الأزمات الاقتصادية إلى مجموعة متنوعة من العوامل الداخلية والخارجية. داخلياً، قد تشمل عوامل سوء الإدارة الحكومية، الفساد، عدم الشفافية المالية، وعدم الاستقرار السياسي. خارجياً، يمكن للأحداث العالمية مثل انهيار سوق العقارات الأمريكية عام 2007 أو الانكماش الاقتصادي الأوروبي بعد ذلك بتسع سنوات أن تؤدي إلى تأثيرات متدحرجة عبر الحدود الوطنية. بالإضافة إلى ذلك، أدى ظهور وباء كورونا إلى اضطراب هائل في سلاسل التوريد العالمية، مما خلق حالة جديدة تمامًا من عدم اليقين والمخاطر.

تأثير الأزمات على الدول الناشئة

في حين أنها ليست مجبرة بالضرورة على تحمل كامل الضرر الذي يتسبب به هذه الظروف غير المؤكدة، إلا أنه عادة ما تضطر الدول الناشئة لدفع ثمن أعلى بكثير مقارنة بنظيراتها الأكثر رسوخا. أحد الأمثلة الواضحة هو الاعتماد الثقيل للمستوردات الخام والأصول المرتبطة بالسوق العالمية. عندما يحدث تباطؤ عالمي، فإن الطلب على النفط والمعادن وغيرها من المواد الأولية ينخفض بسرعة كبيرة، وهذا يؤدي مباشرة لتراجع الدخل الخارجي للدولة المنتجة لهذه المواد.

علاوة على ذلك، تلعب الدين العام دوراً رئيسياً أيضاً. الديون الكبيرة تعني المزيد من عبء خدمة ديون أكبر عند مواجهة انخفاض


ميلا بن فارس

4 مدونة المشاركات

التعليقات