- صاحب المنشور: بيان بن قاسم
ملخص النقاش:
النّقاش يدور حول استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع التعليمي، حيث يتم توضيح نقاط القوة لهذا التحول مثل خفض التكاليف وتعزيز فعالية التعلم من خلال توفير محتوى شخصي لكل طالب. ولكن، ينتقد البعض هذه الخطوات قائلين بأن التركيز الشديد على الرقميات قد يأتي على حساب العناصر الإنسانية والحساسة المرتبطة بتجربة التعليم، خاصة الجانب الاجتماعي والعاطفي للأمر والذي يعد غير قابلة للمحاكاة رقميًا.
عبد الملك بن يعيش يشدد على ضرورة وجود التفاعل البشري داخل البيئات التعليمية، فهو يرى أن أي نظام يستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتقديم المعلومات بشكل مستقل سيفتقر للشكل الأصيل من التعلم الذي يتضمن التواصل المباشر والمشاركة الطلابية. بالنسبة لعبد الملك، هذا النوع من اللقاءات المباشرة بين الطلاب والمعلمين يُحدث فرقًا كبيرًا في تنمية مهارات اجتماعية وعاطفية لا تستطيع التقنية محاكتها.
إلى ذلك، يوافق عامر بناني بصراحة على فكرة أهمية العنصر الإنساني ولكنه يقترح طريقة مختلفة لاستخدام الذكاء الاصطناعي. وفقا له، لن يكون الحل هو استبدال المعلمين بأجهزة الذكاء الاصطناعي، بل سيكون باستخدامه كأساس داعم للمعلمين بحيث يسمح لهم بالحصول على المزيد من الوقت لإعطاء الأولوية للتواصل الحي والحميم مع طلابهم. إن هذا النهج، حسب وجهة نظره، سيشكل نوعا من التكامل الناجع للتقنية وللتفاعل الإنسانى.
وفي نهاية المطاف، رغم الاعتراف بمزايا الذكاء الاصطناعي، يحذر علاء الدين بن عبد الكريم من الخطر المحتمل للإفراط في الاعتماد عليه. ويذكر أنه حتى وإن ساعد الذكاء الاصطناعي في تحرير الوقت للمدرسين كي يتفرغوا لمهام أخرى كالتركيز على الجانب النفسي والاجتماعي للتعليم، الا ان هذا لا يعني الغاء تلك الجوانب المهمة أصلاً والتي تبقى فريدة ومتميزة ولا تُمكن التقليد لها رقمياً. وبالتالي، يعد التوازن بين الاثنين هاماً لمنع المسار نحو ثقافة تعليم عازلة وغير شخصية.
بشكل عام، يجسد هذا النقاش الصراع الحالي بين الفوائد العديدة للذكاء الاصطناعي في مجال التعليم وأهمية الإحتفاظ بجوانب الفردانية والثقافة البشرية فيه أيضاً.