• صاحب المنشور: جابر باغول
  
  ملخص النقاش:
  تناولت المناقشة جوانب مختلفة لتفسير سبب بروز الولايات المتحدة كأحد الدول المتقدّمة على الرغم من تاريخها الحديث نسبياً. بدأ نقاش الباحث "جابر باغول" بموضوع بشأن تقدُّم الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر ذو سؤال مفتوح ومثير للجدل نظراً لأن البلاد لم تتجاوز قرنَين منذ تأسيسها الرسمي عام 1776م.

شارك كلٌّ من البوعناني التلمساني وعبد القهار الحسني بتحليلاتهما الخاصة حول هذا الموضوع. حيث ركز الأول على التأثيرات الداخلية والعوامل الذاتية مثل قوة التنوع الثقافي والفوائد الجِبِلَّة للهجرة غير المنقطعة والتي أدخلت أفكاراً حديثة ومتجددة. كما ذكر النظام التعليمي الفعال كمصدر رئيسي لتنمية المواهب والكفاءات البشرية. إضافة لذلك، سلط الضوء على الدور الحيوي للاستثمارات الحكومية الواسعة في مجالات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والذي ساهم بلا شك بإحداث قفزات هائلة في مختلف القطاعات الصناعية والمعرفية. وبالتالي، فإن التركيز هنا كان موجه نحو القدرة الخلاقة لهذه الدولة الفتية وما يتعلق بها داخليا من عوامل تشجيع الإبداع والإنتاج المعرفي.

أما الجانب السياسي والمالي فقد جاء محور اهتمام الأخير وهو الدكتور عبدالقاهر الحسني الذي شدد كذلك ضمن تلك المقاربة الشمولية بأن السياسات المالية الليبرالية للحكومة فضلاً عن دعمها القوي للشركات الخاصة قد سهّل عملية النمو الاقتصادي بوتائر عالية. وفي السياق نفسه، أثبتت القرارت السياسة الخارجية والجيش الأمريكي دورهما الرئيسي أيضا عبر الرقي في التصنيف العالمي للدولة ومن خلال المساهمة في اختبار تقنيات عسكرية مبتكرة تسوق لها السوق العالمية حالياً بقيمة مليارية.

إن الجمع بين هذين الاتجاهين التحليلي - السياسي والنظري-العلمي-الديني يكشف لنا حقائق مهمّة حول ظاهرة بروز أمريكا كإحدى أقوى اقتصادات العالم الحديثة وأكثرها حضارة وثقافة ثراءً متنوعا. إن الجمع بين الطفرة السكانية القوية والنظام الاجتماعي المتسامح ويسمح بالتغيير والحركة الاجتماعية جنبا إلي جنب مع السياسات الوطنية الذكية واستقرار البيئة التشريعية تدفع عجلة عجلة الانتصار لهذا البلد الجديد نسبيّا ولكنه طامح دائماً للأمام وللسيطرة على مقدرات البشرية جمعاء!