حقائق وأرقام: التكلفة الاقتصادية للحرب في اليمن

التعليقات · 1 مشاهدات

في قلب اليمن، حيث كانت الحروب والصراعات جزءاً تاريخياً مؤلماً، تتصاعد اليوم الحرب الأهلية ليس فقط كمعاناة بشرية ولكن أيضاً باعتبارها عبء اقتصادي ثقيلا

  • صاحب المنشور: بدرية بن العيد

    ملخص النقاش:
    في قلب اليمن، حيث كانت الحروب والصراعات جزءاً تاريخياً مؤلماً، تتصاعد اليوم الحرب الأهلية ليس فقط كمعاناة بشرية ولكن أيضاً باعتبارها عبء اقتصادي ثقيلاً. هذه الدراسة تحاول تقديم صورة واضحة حول التأثير الكبير الذي تركته الحرب على الاقتصاد اليمني، مستندة إلى بيانات رسمية وملاحظات محللين اقتصاديين محليين وعالميين.

منذ بداية الحرب عام 2015، شهدت البلاد انهيارًا غير مسبوق في هيكلها الاقتصادي. وفقا لتقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة، فقد خسر اليمن أكثر من 70% من قيمة العملة المحلية مقابل الدولار خلال السنوات الخمس الأولى من الصراع. هذا الانخفاض الشديد أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار الاستهلاكية وتضخم بلغ نسبته حوالي 43%.

بالإضافة لذلك، خلفت الحرب دماراً هائلاً في البنية التحتية الرئيسية للبلاد. تشير تقديرات البنك الدولي إلى خسائر مادية مباشرة تتجاوز الـ12 مليار دولار أمريكي نتيجة للتدمير الجسدي للمباني والطرق والمرافق العامة الأخرى. علاوة على ذلك، تضررت القطاعات الانتاجية مثل الزراعة والصناعة والتجارة بشدة بسبب القيود المفروضة على التجارة الخارجية وانقطاع سلاسل الإمدادات.

التأثير الأكثر خطورة ربما يكمن في العواقب طويلة المدى على الاقتصاد الكلي للبلاد. مع استمرار عدم الاستقرار السياسي وعدم اليقين بشأن نهاية الصراع، يصبح المستثمرون أقل رغبة في المخاطرة بالاستثمار في السوق المحلية مما يقيد فرص النمو ويؤثر سلباً على القدرة التنافسية لليمن بعد انتهاء الحرب.

وفي حين يحذر خبراء الصحة العالمية من تداعيات كارثة صحية محتملة جراء انتشار أمراض معدية نتيجة الظروف المعيشية المتردية الناجمة عن الحرب، فإن الجانب الاقتصادي لهذه المسألة لا يمكن تجاهله. تكاليف الرعاية الصحية والإغاثة الإنسانية التي يتطلبها الوضع الحالي هي عبء آخر ينوء به كاهل الدولة الفقيرة أصلاً قبل اندلاع النزاع.

ومن الواضح أن الحل الوحيد لتحقيق التعافي الاقتصادي يتمثل في إنهاء الصراع واستعادة السلام الدائم. ومن الضروري تعزيز جهود الوساطة الدولية والدعوة للأطراف المتحاربة لإيجاد حل سياسي يؤدي إلى وقف النار وبناء الثقة بين جميع الفئات المجتمعية المختلفة. إن إعادة بناء الوحدة الوطنية وإصلاح النظام السياسي ستكون ضروريتان لاستعادة الأمن والاستقرار اللذين هما أساس أي نهضة اقتصادية حقيقية.

ملخص: ###

الحرب في اليمن ليست قضية انسانية فحسب؛ بل أيضا لها عواقب اقتصادية مدمرة للغاية. وقد أدت إلى انخفاض حاد في قيمة العملة، وتدهور بنيتها التحتية، وخسائر مباشرة تقدر بمليارات الدولارات الأمريكية، بالإضافة إلى تأثيرات بعيدة المدى على قدرتها التنافسية المستقبلية. وينصب التركيز الآن على ضرورة وقف الحرب وتحقيق سلام دائم للمساعدة في عملية الانتعاش الاقتصادي وتعزيز الوحدة الوطنية بإصلاح السياسات.

التعليقات