- صاحب المنشور: سهيل بن يعيش
ملخص النقاش:
يتناول هذا الحوار جدلية مهمّة تتعلق بتأثير التكنولوجيا على دور المعلمين في البيئة التعليمية. يُقرّ جميع المشاركين بدور التكنولوجيا كمُساعد فعال في تقديم محتوى دراسي وشرح مفصل له، لكنهم يشيرون أيضًا بقوة إلى عدم قدرتها على تعويض العنصر البشري في العملية التعليمية.
يبدأ "الفاسي بن داوود" الحوار مؤكدًا أن التكنولوجيا رغم تقدمها، لا يمكنها استبدال التجربة الإنسانية التي ي提供ها المعلم. فهي، حسب قوله، لا تستطيع توفير الدعم العاطفي والتوجيه المستمر اللذين هما ركيزة أساسية في عملية التعلم.
من جهتها، تدافع "بشرى بوزرارة" عن فكرة استخدام التكنولوجيا معتبرة إياها أداة تعزيزية قادرة على تيسير التعليم بصورة أكثر كفاءة واستخدام الوسائط المتنوعة لتقديم شرح أكثر شمولًا ودقة. لكنها تؤكد أيضًا بأن التكنولوجيا بمفردها ليست الحل وأن اعتزال هذه الإمكانات قد يحجم تقدم المنظومة التعليمية كلها.
وتوافق "داليا السعودي"، جزئياً، الرأي السابق مشيدة بفوائد تكنولوجية مثل القدرة على جعل التعليم متاحاً بشكل أكبر ومنظم بطرق مختلفة. لكنها تحتفظ برفض فكرة كون التكنولوجيا البديل الأمثل للمعلم البشري لأن احتياجات الطلاب غالبًا ما تتجاوز البرمجة الثابتة لمختلف الأجهزة الإلكترونية. بالإضافة لذلك، هناك حاجة دائمة للحاضر الجسدي وفهم طبيعة الطفل الخاصة والتي تعد جزءا ضروريّا ومتكاملا من نجاح أي نظام تربوي حديث.
وفي نهاية المطاف، يتمسك "تالة المجدوب" بالحاجة الملحة للأبعاد العاطفية والمعرفية المرتبطة بالوجود العقلي للمعلم داخل الفصل الدراسي. وعلى الرغم من المساعدة الأكاديمية التي تقدّمها التكنولوجيا، يبقى الوعي الاجتماعي والعاطفي لدى طلاب الصفين الأول والثاني أمرًا حيويًا ولا يستطيع الكمبيوتر مطلقا القيام به حتى لو ازداد تطورا. وبالتالي، يقترح الجميع مزج الآليتين لتحقيق تعليم أكثر شاملاً وكفاءة.
يستنتج النقاش أنه بدلا من اعتبار التكنولوجيا منافسا مباشرا للدور التاريخي للمدرسين داخل البيئات التربوية المختلفة، ينبغي وضع سياسات تسمح باستخدام تقنيتها بشكل مصمم بعناية جنبا إلى جنب مع وجود قيم الإنسان والاحتياجات الإنسانية اللازمة لإتمام تلك الوظيفة المهمة وهي العملية التعليمية نفسها.