• صاحب المنشور: علاوي الريفي
  
  ملخص النقاش:
  

  لا شك أن العالم الرقمي قد غزا حياتنا اليومية وأصبح جزءاً لا يتجزأ من ثقافة العديد من المجتمعات حول العالم. واحدة من أهم الأدوات التي حققت انتشاراً واسعاً هي الألعاب الإلكترونية. هذه الالعاب تجمع الآن ملايين المستخدمين من مختلف الفئات العمرية، ولكن التركيز هنا سيكون على تأثيرها على الأطفال.

من جهة، يمكن اعتبار الألعاب электронית بوابة نحو إدمان مرعب يهدد بنمط حياة غير صحي للطفل. هذا يشمل اختلال التوازن بين وقت اللعب والتفاعلات الاجتماعية الحقيقية، مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وضعف مهارات التواصل لدى الطفل. بالإضافة إلى ذلك، بعض الألعاب شديدة القوة والحماس يمكن أن تسبب مشاعر الغضب والإحباط عند عدم تحقيق النصر أو الوصول لمستوى معين. هذه المشاعر يمكن أن تؤثر أيضاً على الحالة النفسية العامة للطفل وقد تدفع به نحو الاكتئاب لاحقًا.

على الجانب الآخر، هناك فوائد عديدة لألعاب الفيديو عندما يتم استعمالها باعتدال وبشكل مدروس. الكثير منها يدعم تطوير المهارات التحليلية والاستراتيجية لدى الأطفال. كما أنها تعزز القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات تحت الضغط - كل ذلك مهم جدًا للتطور الأكاديمي المستقبلي لهم. أيضًا، بعض الألعاب تعمل كوسيط ممتاز لتدريس المفاهيم العلمية والمعرفية بطريقة قابلة للفهم أكثر للمتعلمين الصغار.

لكن كيف نضمن الاستخدام الأمثل لهذه التقنية؟ يجب على الآباء خلق توازن واضح في جدول يوم الطفل بين الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة والأوقات الأخرى التي ينشط بها في ألعاب خارج المنزل، الدراسة، النوم وغيرها. دعم الطفل بشرح كيفية اختيار الألعاب المناسبة له بناءً على عمره ومستواه العقلي هو خطوة هامة أخرى. كذلك تشجيع الطفل على الانخراط في نشاط عقلاني بعد لعبته، مثل الحديث عنها أو رسم الرسومات المرتبطة بالأحداث الموجودة بها، يعزز فهم المحتوى ويحول اللعبة من مجرد تسلية سطحية إلى أداة تعلم فعالة.

وفي النهاية فإن تأثيرات الألعاب электронית متعددة الطبقات بحاجة لأن ننظر إليها بعيون بصيرة وتقييم دقيق لفائدة كل طفل حسب ظروفه الخاصة.