- صاحب المنشور: أحلام بن يوسف
ملخص النقاش:
لقد أدت الثورة التكنولوجية إلى تغيير جذري في الطريقة التي نتعامل بها مع التعليم. أصبح العالم الرقمي الآن جزءًا لا يتجزأ من نظامنا التعليمي، حيث توفر الأدوات والتطبيقات الجديدة طرقًا جديدة ومثيرة للتفاعل وتقديم المعلومات للطلاب والمعلمين على حد سواء.
الاندماج المتزايد للتكنولوجيا في الفصول الدراسية التقليدية
في الماضي القريب، كانت الكتب والملاحظات هي الوسائل الرئيسية لنقل المعرفة. اليوم، يمكن للأجهزة المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية الوصول إلى مجموعة واسعة من الموارد عبر الإنترنت والتي غالبًا ما تكون أكثر جاذبية وجاذبية مقارنة بالوسائط المطبوعة التقليدية. هذه الموارد تتضمن الفيديوهات التعليمية، جلسات التدريس الحية عن بعد، الألعاب التعليمية التفاعلية، تطبيقات المساعدة الذكية وغيرها الكثير. كما تقدم بعض الجامعات ومنصات الدورات الإلكترونية مثل كورسيرا Udacity دورات مجانية أو مدفوعة رسوم بمستوى عالمي مما يجعل فرص التعلم متاحة لأكبر عدد ممكن حول العالم بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الظروف الاجتماعية الاقتصادية.
التأثير على طريقة تدريس المعلمين وكيفية تعلم الطلاب
إن التحول نحو التعليم الرقمي ليس فقط تغييرا في المعدات المستخدمة بل أيضا تغييراً في الأساليب التربوية نفسها. يجد العديد من المعلمين أنفسهم تحت ضغط لدمج تقنيات جديدة في خطط دروسهم لتلبية احتياجات جيل ولد ويترعرع وسط بيئة رقمية. هذا يعني تطوير مهارات جديدة مثل تصميم المحتوى الرقمي وإدارة صفوف افتراضية واستخدام أدوات تحليل البيانات لفهم أفضل لكفايات كل طالب.
من جانب الطرف الآخر، يستطيع الطلاب الاستفادة بشكل كبير من هذه الفرصة. فالقدرة على الوصول للمعلومات يشجع الشغف الشخصي باستكشاف مواضيع متنوعة خارج الكتاب المدرسي الاعتيادي ويعزز العادات البحثية المستقلة لدى الشباب. بالإضافة لذلك فهو يعطي فرصة أكبر لإشراك مختلف أنواع التعلم - البصرية والسمعية والحركية - بطرق تناسب الاحتياجات الخاصة لكل فرد داخل الفصل الواحد الكبير الذي هو مجتمع الانترنت العالمي .
التحديات المرتبطة بهذا التحول الجديد
بالرغم من فوائد الانتقال الى النظام التعليمى الحديث إلا أنه يحمل معه تحديات أيضاً. قد تشكل الأمور المتعلقة بالأمان والخصوصية مخاوف حقيقية عندما يعمل الأطفال الصغار ويكتشفون الشبكة العنكبوتية مليئة بالمحتويات غير المناسبة لهم وقد يواجهون مشاكل متعلقة بصحة العين بسبب استخدام الشاشة لساعات طويلة يومياً . علاوة علي ذلك ، هناك اعتبار مهم وهو عدم المساواة في الحصول على الخدمات الرقمية خاصة بين المناطق الريفية والحضرية الأمر الذي يؤدي إلي خلق فارق جديد فيما يسمى "فقرة رقمية".
وفي النهاية ، فإن إدراج عناصر التعلم الرقمي ضمن المنظومة الأكاديمية يعد خياراً استراتيجيًا ضروري لإعداد شباب قادرين علي منافسة سوق العمل العالمية خاصة وأن اقتصاد القرن الواحد والعشرين مبني أساسًا علي المهارات والخبرة المعرفية الحديثة. إن الجمع بين الخبرة العملية وغنى المعلومة المكتسبة اونلاين سيؤدي بلا شك الي إنتاج جيل جديد يتميز بقابلية أعلى للحصولة علی معلومات شامله ومتعددة المجالات وبذلك يساهم هذا النوع الجديد من التعليم فى تحقيق قدر اعلي من العدالة المجتمعيه والثراء الثقافي بين أفراد الوطن الواحد وعند المقارنة دولياً أيضًا ستكون الدول الرائدة تكنولوجياً اكثر قدره وقوة مما ينتج عنه اقرب لتحقق حلم عالم أكثر سلام وتحضر وانتشار لقيم العلم والمعرفه والإبداع والإبتكار بين جميع الشعوب.