- صاحب المنشور: بلبلة السوسي
ملخص النقاش:يعيش العالم اليوم ثورة تكنولوجية غير مسبوقة مع انتشار الذكاء الاصطناعي (AI). هذا التطور المتسارع لديه القدرة على تغيير المناظر الطبيعية الاقتصادية والوظيفية بطرق متعددة. من ناحية، يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية في العديد من القطاعات، مما قد يحفز النمو الاقتصادي الشامل.
على سبيل المثال، يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بمهام روتينية ومتكررة بسرعة أكبر وأكثر دقة من البشر، وهذا يحرر القوى العاملة لتركيز جهودها على الأعمال الأكثر تعقيداً وتطلباً للإبداع البشري. لكن الجانب الآخر لهذه القصة هو أنه قد يستبدل بعض الوظائف التقليدية التي تعتمد بشدة على هذه المهام الروتينية. دراسات عديدة تشير إلى أن حوالي 36% من الأنشطة العملية الحالية معرضة للآليزة عبر تقنيات التشغيل الآلي المدعومة بالذكاء الاصطناعي خلال الأعوام العشرة القادمة.
كيف يمكن التعامل مع هذا التحول؟
لتخفيف تأثير فقدان وظائف بسبب الذكاء الاصطناعي، هناك حاجة ماسة لتوجهات جديدة في التدريب المهني وإعادة تأهيل القوى العاملة. يتعين التركيز أكثر على تطوير مهارات مثل حل المشكلات، البرمجة، تحليل البيانات وغيرها من القدرات التي يصعب محاكاتها بواسطة الآلات حالياً. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعليم مدى الحياة أصبح ضرورياً للغاية حيث تتغير احتياجات السوق باستمرار نتيجة للتكنولوجيا الجديدة.
دور الحكومة والشركات الخاصة
تلعب الحكومات دوراً حاسماً في توفير الدعم اللازم للفئات المتضررة من عملية الانتقال نحو اقتصاد قائم على الذكاء الاصطناعي. سواء كان ذلك من خلال تقديم برامج إعادة تدريب مجانية أو منح خصومات ضريبة للشركات التي تستثمر في الابتكار الذي يدعم الخلق الجديد لوظائف ذات قيمة عالية. وبالمثل، تحتاج الشركات الخاصة أيضاً للتحرك بنشاط لتقديم فرص التدريب الداخلي والمواءمة بين خريجي الجامعات وطاقتها العملياتية.
في المجمل، بينما يشكل الذكاء الاصطناعي تهديداً لفقدان الوظائف بالنسبة لبعض الأفراد والعائلات، إلا أنه فرصة كبيرة لتحقيق نمو اقتصادي إذا تم استغلاله بحكمة واستعداد المجتمع للمواجهة المستقبلية لهذا الواقع التقني الجديد.