- صاحب المنشور: سلمى الوادنوني
ملخص النقاش:
يشهد النقاش حول موضوع "التعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي" طرح العديد من الأفكار القيمة حول كيفية استخدام هذه الأدوات الحديثة في تعزيز الأخلاق والقيم داخل مؤسسات التعليم. تبدأ المناقشة بموضوع كتبه سلمى الوادنوني، تؤكد فيه على أن التعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي يمكنهما أن يكمل كل منهما الآخر، حيث تقدم التقنيات أدوات تعليمية متطورة بينما تبقى التفاعلات الإنسانية ضرورية لنقل المفاهيم الأخلاقية بشكل فعّال.
يتوافق سيف الهلالي مع هذا الرأي، موضحًا أن تركيز البرامج التعليمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي على السيناريوهات الأخلاقية يمكن أن يساهم في خلق تجارب تعليمية غنية. ومع ذلك، يشدد أيضًا على أهمية الأساس الثقافي والأخلاقي للمدرس الذي يعمل كموجه مباشر لنقل القيم الأخلاقية الحقيقية. وبالتالي، يدعو سيف إلى تحقيق توازن دقيق بين الجوانب التقنية والتوجيه الإنساني لاستخراج أفضل نتائج تربوية ممكنة.
من جانبه، يعرب رابح البرغوثي عن قلقه من الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، معتقدًا أنه قد يؤدي إلى تهميش دور المعلم الأساسي في ترسيخ الثوابت الأخلاقية والثقافية لدى الشباب. ويوضح أن القدرات العاطفية والمعرفية العميقة لدى البشر تشكل جانبًا حيويًا لا يمكن برمجتها آليًا، داعيًا بذلك إلىالحفاظ على هذا التوازن الدقيق للغاية بين التقنية والإنسانية في المجال التربوي.
وفي المقابل، تقدم زليخة الدكالي منظور مختلف قليلاً، مؤكدة أنها تفهم المخاوف الواردة حول استبعاد العنصر البشري تمامًا. وتشير إلى أن الهدف الرئيسي لإدخال الذكاء الاصطناعي ليس أبداً استبدال المعلمين، ولكنه بتقديم المزيد من الدعم لهم وتحسين فعالية تدريسهم. تعتبر زليخة أن التكنولوجيا تمثّل تكميلاً وقوة داعمة للمعلمين تسمح لهم بتحقيق تأثير أكبر وإيجابي على طلابهم من خلال توفير موارد وتعليمات مستندة الى البيانات بكفاءة أعلى. وعليه، توصي كل من النساء الثلاث بالحفاظ على حالة توازن مناسبة بين عناصر المنظومة التقنية والحضورالإنساني في العملية التعليمة لمنع أي تضارب محتمل لأهداف التأسيس الأخلاقي الأصلية الخاصة بها.