تُعتبر تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) واحدة من المواضيع الأكثر إثارة للدهشة والتأثير في العصر الحديث. بدءاً من جذوره التاريخية كفكرة فلسفية إلى تحوله اليوم إلى واقع ملموس يشكل مستقبل العديد من الصناعات، يقدم هذا المقال نظرة متعمقة حول تطور الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة.

## تاريخ الذكاء الاصطناعي

بدأت فكرة إنشاء آلات ذكية يمكنها التفكير والاستدلال بنفس الطريقة التي يقوم بها البشر منذ القرن الثامن عشر. ومع ذلك، فإن مصطلح "الذكاء الاصطناعي" لم يتم استخدامه رسمياً إلا في عام 1956 عندما نظم جون مكارتني ومارفن مينسكي أول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي بجامعة دارتموث.

في الستينيات والسبعينيات، شهد مجال الذكاء الاصطناعي تقدماً سريعاً مع تطوير خوارزميات التعلم الآلي والبرامج القادرة على حل المشكلات الرياضية المعقدة. لكن خلال فترة ما بين 1974 و1980 عرفت هذه الفترة بما يعرف بـ"شبه الموت"، حيث انخفض التمويل الحكومي بسبب عدم تحقيق بعض النماذج المبكرة لأهدافها المعلنة.

ومع بداية التسعينيات، ظهر عصر البيانات الضخمة مع ظهور الشبكات العنكبوتية العالمية مما أدى لإعادة صياغة اهتمام واسع بمجال البحث الخاص بالتعلم العملي للآلات والذي أصبح الآن جزءا أساسيا ضمن مجموعة أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة.

## تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية والمستقبلية

السيارات ذاتية القيادة

تقود المركبات ذاتية القيادة الطريق نحو مستقبل التنقل المستدام والأمان الأعلى للرحلات البرية. تعتمد هذه التقنيات بشكل كبير على أنظمة رؤية الكمبيوتر وخرائط الواقع ثلاثي الأبعاد لتحديد موقع السيارة واتخاذ القرار المناسب بناءً عليه.

الرعاية الصحية

يستخدم الأطباء حاليًا التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي للمساعدة في التشخيص الدقيق للأمراض مثل السرطان وعلاج الأمراض المختلفة مثل الاكتئاب باستخدام الروبوتات العلاجية النفسية المدربة تدريباً عالياً والتي تستطيع التواصل مع المرضى بصورة فعالة ومتابعة تقدم حالة كل واحد منهم بشكل دوري ومراقبة أي تغييرات طبية محتملة تحدث أثناء عملية الشفاء.

التجارة الإلكترونية

يساعد توصيات المنتجات الشخصية المستخدمين عند التسوق باستمرار وذلك من خلال فهم دوافع وعادات مشترياتهم الفعلية. بالإضافة لذلك فهي توفر تجربة تسوق غامرة تزيد احتمالية قيام العميل بشراء منتجات جديدة قد لا يكون قد لاحظ وجودها لو كانت غير مرئية له سابقا.

هذه مجرد أمثلة قليلة لما يستطيع فعلانه الذكاء الاصطناعي اليوم وغدا؛ إذ تتسع نطاقاته يوماً بعد يوم! بينما نواصل استكشاف حدود ماهيته وإمكاناته الهائلة فنحن نشهد حقبة مليئة بالإنجازات والإمكانات العلمية الجديدة والتي سيكون لها بلا شك تأثير عميق على حياتنا وحياة أجيال قادمة كثيرة بعدنا أيضا بإذن الله سبحانه وتعالى.