• صاحب المنشور: سامي بن عيسى
  
  ملخص النقاش:
  تناولت هذه المحادثة رؤية متكاملة لمستقبل سوق العمل الذي يشهد تغيرات كبيرة بسبب تقاطع بين تعليم الطاقة والذكاء الاصطناعي. بدأ الحديث مع مسعدة الحمامي التي ترى أن دمج هذين العنصرين يمكن أن يحدث ثورة في سوق العمالة المستدامة، حيث ستسمح بتوفير فرص عمل جديدة وتحقيق أهداف الوقاية من تغير المناخ من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات البيئية وصياغة سياسات مستدامة. كما تتوقع المساهمة في خلق جيل جديد من العمال المتخصصين قادر على مواجهة التحديات المستقبلية سواء كانت تكنولوجية أم بيئية.

رددت سهام بن صالح الرهبة تجاه هذا المشهد الجديد ولكنه علّلت حديثها بالتأكيد على وجود مخاطر محتملة مرتبطة بالتحول التكنولوجي الجذري. هناك احتمال لفقدان العديد من الوظائف التقليدية، وهو أمر يستدعي تدابير حكومية داعمة لإعادة تأهيل القوى البشرية العاملة وضمان العدالة الاجتماعية خلال فترة التحول تلك.

من جانبه، أعرب عبد البر بن عيسى عن اتفاقه مع خشية سهام لكنه شدد أيضا على أهمية اتخاذ إجراءات استباقية تشجع على التعلم المستمر والتكيُّف الاجتماعي حتى لا تكون آثار الأتمتة غير مرغوبة. واقترح تقديم دورات تدريبية مكثفة لمساعدة الأشخاص على تطوير مهارات جديدة تواكب الطفرة التكنولوجية المرتقبة.

ورغم إدراك سلبيات الجانب التقني، طمأنته إلهام الدمشقي الجمهور بأن الواجب الآن يكمن في اغتنام الفرص المتاحة واكتساب القدرة على التعافي من أي موجات تغيير قادمة عوضا عن الانغماس في المخاوف النظرية.

وفي النهاية، تبدو الفكرة العامة للحوار أنها تسعى لبناء نظام اقتصادي يحقق التوازن المثالي بين الاحتياجات البيئية والحاجة للتطور الاقتصادي باستخدام الأدوات الحديثة كمصدر قوة وليس مصدر خوف. وبالتالي، يتم طرح فكرتان رئيسيتان هما: الحاجة الملحة لاستحداث نماذج عمل مرنة تستوعب تأثير الذكاء الاصطناعي؛ واحتياج الأفراد والمؤسسات لحملات تثقيف واسعة لتوجيه المواهب البشرية بكفاءة أكبر داخل القطاعات المختلفة ضمن منظومة مجتمعية كاملة تحمل مسؤوليات مشتركة للقضاء على عدم اليقين المصاحب لأي رحلة تحول نوعي كهذه.