شهود الرحمة: أهمية وصلاة التراويح في شهر رمضان المبارك

التعليقات · 3 مشاهدات

تشكل صلاة التراويح أحد أبرز مظاهر عبادة المسلمين خلال شهر رمضان الكريم. هذه الصلاة التي تتضمن قراءة قرآن كريم كاملاً خلال الليالي الطويلة لهذا الشهر ا

تشكل صلاة التراويح أحد أبرز مظاهر عبادة المسلمين خلال شهر رمضان الكريم. هذه الصلاة التي تتضمن قراءة قرآن كريم كاملاً خلال الليالي الطويلة لهذا الشهر الفضيل، تعتبر سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

بدأت أولى أداءات صلاة التراويح عندما قام النبي نفسه بصلاة هذا النوع من العبادات أمام صحابته الكرام. ومع اقتراب الاحتفالات برمضان الرابع عشر، اختفى النبي بشكل مفاجئ تاركاً خلفه تساؤلات حول سبب غيابه المفاجئ. جاء الرد واضحًا فيما بعد؛ لقد حرص الرسول الكريم على عدم جعل هذه العبادة واجباً حفاظاً على راحة المسلمين وقدرتهم على التأدية. وبذلك، حين انتقل إلى رحمة الله تعالى وانتهى الوحي، بات الطريق مفتوحاً مرة أخرى للأداء الجماعي لهذه الصلوات المستحبّة والتي تستند إلى السنة المطهرة للنبي الأعظم صلى الله عليه وسلم.

وقد أثبت التاريخ الرواية المؤيدة لذلك حين قرر سيدنا عمر بن الخطاب رضوان الله عليه إعادة تنظيم صفوف المصلين لتجنب الاختلاف والتشتت أثناء أدائهم للتراويح. ويشهد كتاب الحديث والبشارة بإجماع أهل العلم بأن الجمع بين عدد كبير منهم تحت إدارة قائد واحد يمثل تطبيقًا مستحقًّا لسنة نبينا الكريم. ويشار هنا أيضًا إلى عبارة عمر الشهيرة عند وصف عمل شبيه بالبدعة ولكنه مشروع ومبارك حسب رأيه الشخصي. وهنا يكمن جوهر الأمر؛ فالابتكار الذي يدعم وينمي التعاليم الدينية ليس افتراءً أو مخالفاً للشريعة الإسلامية كما يعتقد البعض خطأً.

وفي سياق متصل، يرى الفقهاء أن ختام القرآن طوال أيام الشهر المقدسة يعد ممارسة مشجعة وغالية لدى المسلم الحق. وقد شهد عصر الصحابة تفاني عظماء الأمّة والجهاد نحو تحقيق مثل هذه المغانم الروحية قبل ظهور تقسيم اليوم وفق نظام الثلاث فترات المعروف حاليًا. إن مواظبة المصلي على تنمية إيمانه وانتهائه لقراءة كامل سور الآيات السماوية تعد بلا شك هدياً مميزًا يؤدي للمزيد من التقرب والخضوع الذاتي تجاه رب العالمين سبحانه وتعالى. إنه وقت خصيب يستحق الاغتنام والاستثمار بحكمة وحذر لتحقيق رضا المولى عز وجل ورضوانه.

التعليقات