• صاحب المنشور: بشرى بن توبة
  
  ملخص النقاش:
  نقاش مفصل:

تمحورت المناقشة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على تحقيق العدالة الاجتماعية، حيث اتفق جميع المشاركين على أن هذه المسألة تتعدى حدود مجال التكنولوجيا إلى عمق الهياكل الاجتماعية والنظم السياسية والاقتصادية والقانونية والثقافية. يرى معظم المتحدثين أن الخوارزميات، رغم كونها أدوات قوية، تأخذ طابعاً متحيزاً بسبب الطبيعة المتحيزة للبشر الذين يصنعونها ويضعون قوانينها. وبالتالي، فإن النهج الأكثر فعالية لحل هذا التناقض يكمن في القيام بثورة اجتماعية وأخلاقية شاملة تعمل على تحديث وإعادة هيكلة هذه المنظومات الأساسية.

تأكيدت نعيمة بن خليل على الرأي القائل بأنه لا يمكن الاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وحدها لتحقيق العدالة الاجتماعية، مؤكدةً على ضرورة البدء بالإصلاحات داخل المجتمع نفسه. وقد شددت أيضًا على أهمية التعلم والتثقيف العام بشأن عمل الخوارزميات وآثارها المحتملة.

وتوافقت علية الطاهري مع هذه الأفكار، مضيفة أهمية مركزية للاستثمار في التعليم والمهارات التقنية للحفاظ على تصميم عادل ومتطور باستمرار للخوارزميات. كما ركزت أيضا على الصلة بين البيئة الاجتماعية الناظمة للذكاء الاصطناعي وأنواع التحيز الموجودة به.

ثم جاء سفيان الدين بن علية ليبرز الدور الرئيسي للقوانين الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في تحديد مسار الذكاء الاصطناعي. وهو يدعم فكرة أنه بالإضافة إلى الإصلاحات الشاملة، هناك حاجة لاستراتيجيات متوازنة تجمع بين التعليم وتغييرات السياسة العامة. وفي الوقت نفسه، يحذر من خطورة التركيز فقط على التعليم دون معالجة الانحرافات الجذرية في النظام الاجتماعي.

بشكل عام، توضح هذه المناقشة تعقيد العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والمجتمع الحديث، مع دعوة واضحة لمراجعة شاملة للهياكل الاجتماعية والبنى السياسية بهدف خلق بيئة أكثر عدلا وتمكيناً للأجيال المقبلة.