- صاحب المنشور: عبلة بن داود
ملخص النقاش:
بدأ النقاش حول كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل بالنظر في العواقب النفسية والاجتماعية لهذا التحول التكنولوجي الكبير. حيث دعا أحد المشاركين (عبلة بن داود) إلى توسيع نطاق المناقشة لتشمل أكثر من مجرد خلق وظائف جديدة وخسارة أخرى. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أدوات تعمل وفق الأوامر البحتة، ولكنه أيضاً يقوم بتغيير الطرق التي نفكر بها ونتعامل بها مع مفاهيم مثل "العمل".
وتناول هذا النقاش العديد من الجوانب المثيرة للاهتمام. أولاً، تساءلت مشاركة إليان الحمودي حول مدى اعتراف المجتمع بالدور المركزي للإنسان عندما يعمل بجوار الذكاء الاصطناعي. هل سيُعتبر هؤلاء الأفراد المعاونين كما يجب أم أن دورهم سوف يتقلص ليصبح تدريب وتوجيه فقط؟ بالإضافة إلى ذلك، أعربت عن مخاوف بشأن الشعور المحتمل بالعجز الاجتماعي والعاطفي الناجم عن تولي الروبوتات للوظائف الإنسانية التقليدية. وللحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والاستدامة الاقتصادية، شددت على الحاجة إلى إعادة صياغة علاقتنا مع العمل والتقنية.
ومن ثم انتقلت الأمور إلى قضية التعليم والأجيال القادمة. طرحت مساهمته أشرف بن توبة وجهة نظر هامة وهي أن الاهتمام بالتدريب والتوجيه مهم للغاية ولكن ما يحدث الآن هو إعداد الناس للعالم الحالي وليس عالم الغد. واقترح بأنه ينبغي تصميم برامج تعليمية تغطي أساسيات الذكاء الاصطناعي حتى يتمكن الجميع - بغض النظر عن عمرهم – من مواجهة المستقبل بثقة وكفاءة.
وتابع الحديث لينصب التركيز على المساواة في فرص التعلم وأنواع مختلف من المهارات اللازمة. هنا طرحت كل من رندة الشهابي وأروى بن محمد القلق نفسه وهو كيفية ضمان عدم وجود قطاعات كاملة مغيبة عن تحولات القرن الواحد والعشرين بسبب تقلبات القدرة على تحمل تكلفة التعليم والتقدم فيه. زادت مطالبتهم بإعادة النظر في السياسة الحكومية بهدف زيادة الاستثمار العام في التعليم للتكنولوجيا الحديثة ومواءمتها مع الاحتياجات المستقبلية للسوق العمالية.
وفي نهاية المطاف، اتفق جميع المشاركين على أن فهم وآثار تطبيق الذكاء الاصطناعي ليست حدودها بسيطة تتعلق بفقدان بعض الوظائف وإنشاؤها؛ بل إنها ترتبط ارتباط وثيق بصحة الإنسان العاطفية والمعنوية وصنع القرار السياسي. لذلك فإن التأكد من توافر طرق التعلم المناسبة لكل شخص والحصول عليها بشكل متساوٍ عبر الثقافات والفئات العمرية تعد جزء أصيل لحماية صحة مجتمعنا اقتصاديًا ونفسيًا أثناء انتقالنا لعصر جديد مدعوم بالذكاء الصناعي.