- صاحب المنشور: لينا السعودي
ملخص النقاش:
في ظل الجهود العالمية نحو الاستدامة البيئية وتخفيض الانبعاثات الكربونية، تبرز طاقة الرياح والطاقة الشمسية كحلول جذابة للطاقة. لكن توسيع نطاق هذه التقنيات يواجه مجموعة معقدة من التحديات التي تتطلب حلولا مبتكرة.
التكاليف الأولية العالية
تعد تكلفة تركيب المحطات الأولية من أكبر العقبات أمام انتشار الطاقة المتجددة على نطاق واسع. إن بناء محطة لطاقة الرياح أو التركيز الشمسي يمكن أن يتجاوز مليارات الدولارات، مما يخلق حاجزًا كبيرًا أمام العديد من البلدان والمستثمرين المحتملين. بالإضافة إلى ذلك، فإنه غالباً ما يتعين تقديم الدعم الحكومي لخفض سعر الكهرباء المنتج من هذه المنشآت حتى يكون منافسًا للمصادر الأحفورية التقليدية.
تقلب الإنتاج
تعاني كلٌّ من طاقتَيْ الرياح والشمس من مشكلة عدم الاتساق في الإنتاج بسبب الطقس وحركة الشمس حول الأرض. هذا يعني أنه ليس هناك ضمان مستمر لإمدادات ثابتة ومتوقعة للكهرباء. لتلبية الحاجة إلى توافر دائم، تحتاج شبكات الطاقة إلى تخزين احتياطي مثل البطاريات العملاقة أو أنواع أخرى من التدابير المكملة للشبكة والتي تضيف مرة أخرى المزيد من التكلفة والحجم الكبير لهذه الأنظمة.
التأثير البيئي غير المرئي
على الرغم من كونها أقل تلويثاً مقارنة بالمصادر الأحفورية، إلا أنها تحمل آثار بيئية خاصة بها تحتاج النظر إليها بعناية. مثلاً، قد يؤثر تأثير الهدم للحصول على مساحة كبيرة لبناء توربينات رياح بشدة على الحياة البرية وصحة الحيوانات داخل المنطقة ذات الصلة. وفي حالة الزراعة الضوئية (الطاقة المتراكمة عبر استخدام المناظر الطبيعية)، فقد تؤدي تغييرات ثقافية/بيولوجية نتيجة للتغييرات المفروضة عليها لأغراض استحداث مناطق جديدة للاستثمار في توليد الكهرباء باستخدام أشعة الشمس مباشرةً.
الأمن القومي والتكنولوجيا
مع اعتماد العالم بشكل متزايد على التقنية الرقمية للإدارة الذكية لمسارات الطاقة الجديدة وغيرها الكثير ضمن منظومة الشبكات الذكية الحديثة؛ فإن خطر الاختراقات الإلكترونية أصبح مرتفع للغاية وهو أحد مخاوف شركات الخدمات العامة أيضاً فيما يتعلق بموضوعات تشغيل عمليات تشغيل وإيقاف التشغيل الخاصة بها بكل مرونة وفق طلب اللحظة وليس حسب جدول زمني ثابت كما اعتدنا سابقا! حيث يتم التحكم حالياً بتلك العملية بواسطة الكمبيوتر وبرامج ذكية تعمل جميعها بالتزامن لحساب مدى توفر طاقة الرياح والطاقة الشمسية مقابل الاحتياجات الفعلية لكل منطقة جغرافية معينة .
وفي النهاية ، بينما نعترف بأن الحلول الخضراء تعد حاسمة لمواجهة المخاطر الناجمة عن الاحتباس الحراري وما يصاحبه من تهديد خطير لاستقرار الكوكب واستمرار حياة سكانه للأجيال المقبلة ؛ الا ان تحقيق نموذج انتقال فعال بين طرق إنتاج الطاقة المختلفة يستلزم اتخاذ تدابير دبلوماسية عالمية ملحة لدعم تمويل المشاريع الواعدة برغم حجم عوائقها المالية الهائلة وكذا تطوير نماذج عمل جديدة تساهم بصورة مشتركة بتحقيق القدر الأمثل لمنع أي ضرر محتمل قد يحدث سواء كان ذا طبيعة اجتماعية واقتصاديه أم بيئيه - وذلك طبقا لنظرة شاملة شاملة متعددة القطاعات والمعايير الاجتماعية والثقافية أيضًا .
