هل يجوز كذب الإصلاح؟ عندما يكون السلام هو الغاية.

التعليقات · 5 مشاهدات

في الإسلام، يعد الصدق فضيلة مهمة للغاية، حيث يؤكد القرآن والأحاديث النبوية على ضرورة مصاحبة الصدق والبعد عن الكذب. لكن هناك استثناءات نادرة، وتعد قضية

في الإسلام، يعد الصدق فضيلة مهمة للغاية، حيث يؤكد القرآن والأحاديث النبوية على ضرورة مصاحبة الصدق والبعد عن الكذب. لكن هناك استثناءات نادرة، وتعد قضية إصلاح ذات البين واحدة منها.

يمكن أن يكون الحفاظ على الوئام الاجتماعي والتسامح أمرًا حيويًا في مجتمعنا المسلم. لهذا السبب، شرع الله بابًا لاستخدام وسائل غير تقليدية لإيقاف الشقاق وضياع الأخوة الروحية التي تجمع البشر ضمن العائلة الواحدة. وفي هذه الحالة، يُعتبر قول الحقائق المغلوطة -أو الكذب فيما يعرف بكذبة البيان- جائزا وأحيانا مستحسن بشرط وجود هدف نبيل خلف تلك التصرفات.

يوضح رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هذا الأمر عندما خاطب أحد الصحابة قائلاً: "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس...". هنا يشير الرسول الكريم إلى إمكانية استخدام كلمات طيبة لتحقيق هدفيْن ساميين؛ نشر المعروف وصيانة العلاقات الاجتماعية القائمة على المحبة والتآزر. وهذا ينطبق أيضًا على حالة حمل الشخص نفسه مسؤوليات أكبر ممن يستحق كالابن أو الزوج لتجنبه أي سوء أو ظلم محتمل.

وفي حين يجب تجنب الإفراط في أداء اليمين مهما كانت طبيعتها بسبب احتمال الوقوع في الكذب لاحقاً، فإنه في حال غلبت اعتبارات خيرية واضحة، يمكن للسائل الاحتكام للدلالة على صدقه عبر تأدية قسم زائف بموافقة ضميره ونية حسنة وفقًا للتقاليد الإسلامية الراسخة والتي تؤرخ لنا تصريح النبي الكريم بإباحة فعل مشابه أثناء عمليات تسوية نزاعات الماضي البعيد المدى. لذلك فهو نهج مسموح به فقط تحت ظلال محددات دقيقة وقواعد تضبط الحد الأعلى للاستعمال الآمن لهذه الاستراتيجية الاستثنائية للحفاظ على الانسجام داخل المجتمع المسلم.

التعليقات