- صاحب المنشور: شعيب المجدوب
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدنا زيادة كبيرة في الاهتمام باستكشاف الفضاء والرحلات طويلة المدى إلى المحطات القمرية والمريخ. ومع ذلك، فإن العيش لفترة طويلة في بيئة خالية من الجاذبية له آثار صحية هامة على الرواد قد تحتاج إلى معالجة لتسهيل الرحلات المستقبلية.
التأثيرات الصحية الأساسية:
- اضمحلال العظام والعضلات: أحد أكثر التحديات شيوعاً هو فقدان كتلة الجسم الصافية بسبب نقص تحمل الوزن الذي يحدث نتيجة عدم وجود جاذبية الأرض الطبيعية. هذا يؤدي إلى تضاؤل حجم العظم وتقلص قوة العضلات مما يشكل خطراً كبيراً خاصة عند عودة الرواد إلى الأرض حيث يتعين عليهم التعامل مرة أخرى مع قوى الجاذبية.
- مشاكل الجهاز القلبي الرئوي: في حالة انعدام الجاذبية، يمكن أن ينخفض ضغط الدم ويضعف تدفق الدم لأن القلب يحتاج لقوة أقل لضخه مقارنة بالأرض. كما يمكن أن تتغير وظائف الرئة بطرق غير مفهومة تماما حتى الآن ولكنها ربما تشمل تغيرات في التنفس وضيق النفس خلال مجهود جسماني أكبر.
- التأثيرات النفسية: الانعزال لفترة طويلة عن الأرض وعائلاتهم وأصدقائهم بالإضافة للإرهاق العقلي والجسدي المرتبط بمهام المهمة نفسها كل تلك عوامل تعزز احتمالات حدوث اضطراب نفسي مثل الضغوط والصدمات النفسية وغيرها من المشاعر السلبية. البحث حول أفضل الطرق للتكيف النفسي لهذه الظروف مستمر ومهم للغاية.
- تغيرات المناعة: الدراسات الحديثة تشير أيضا لإمكانية ضعف جهاز المناعة أثناء الرحلات الفضائية والتي قد تعرض الأفراد للأمراض المعدية المحتملة بسهولة أكبر بكثير مقارنة بالوضع المعتاد على سطح الكوكب الغني بالموارد البيولوجية المختلفة.
التدابير المقترحة:
على الرغم من هذه التحديات، تعمل وكالات الفضاء وعلماء الأحياء الفلكية على تطوير حلول مبتكرة لمواجهة تأثيرات الفضاء السلبيّة:
- تمارين تقوية العظام والعضلات: باستخدام الأجهزة المتخصصة التي توفر مقاومة مشابهة لذلك الواقع تحت ظروف الجاذبية التقليدية، يتم الحفاظ على كتلة عضلية وعظمة مثالية ضمن حدود الدعم اللوجستي للمركبة الفضائية/ المحطة المدارية.
- تقنيات طبية متقدمة: هناك دراسة واسعة النطاق حالياً لاستخدام الأدوية والتكنولوجيا الحيوية لتحسين وظائف قلب الإنسان ورئتيه ومنعه من تدهور بنيته الهيكلية نتيجة لانعدام الجاذبية.
- دعم نفساني: تم تصميم بروتوكولات فكرية جديدة لمساعدة رواد الفضاء على إدارة مشاعر الوحدة والإجهاد النفسي ذو الصلة بقضية بقاء الإنسان خارج مجال الأرض لأمد طويل نسبيا.
وبالتالي، بينما يمثل استكشاف فضاء جديد تحديًا كبيرًا أمام البشرية، إلا أنه أيضًا فرصة لتحقيق تقدم علمي ملحوظ وإيجابي لدينا جميعاً سواء داخل نطاق جغرافية وطن واحد أو عبر المجرات بعيدة المنال!