- صاحب المنشور: محمد بن لمو
ملخص النقاش:
مع ظهور التكنولوجيا المتقدمة مثل التعلم الآلي والذكاء الصناعي، أصبح هناك نقاش متزايد حول دور هذه التقنيات في مجال الهندسة المدنية. بينما يرى الكثير أنهما سيغيران وجه هذه الصناعة تمامًا، يشعر آخرون بالحذر بسبب القضايا الأخلاقية والتأثير المحتمل على العمالة البشرية.
في الأساس، يمكن للتعلم الآلي والذكاء الصناعي تحسين دقة التصميمات الأولية وتبسيط عملية البناء. يمكن لهذه الأدوات التحليل الضخم للمعلومات لاقتراح تصميمات أكثر كفاءة وأماناً بناءً على تجارب الماضي. بالإضافة إلى ذلك، يمكنها المساعدة في تتبع حالة المشاريع والبنية التحتية خلال عمر الخدمة الخاص بها، مما يسمح بإجراء صيانة وقائية بدلاً من رد الفعل.
على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الصناعي لتحديد المخاطر الجيولوجية والمناخية التي قد تؤثر على مشاريع البناء قبل البدء. هذا النوع من الرؤية المستقبلية يمكن أن يساهم بشكل كبير في الحد من الكوارث الناجمة عن الظروف الطبيعية. كما يمكن استخدامه أيضًا لتحسين إدارة حركة المرور في المدن الكبيرة أو حتى لتسريع عمليات الرد في حالات الطوارئ.
ومع ذلك، فإن أحد أكبر المخاوف هو فقدان الوظائف نتيجة الاعتماد الكبير على الروبوتات والأتمتة. العمال الذين يعملون حالياً في مجالات التصميم والهندسة والإشراف على البناء قد يتعرضون لخطر عدم توفر فرص عمل لهم في مستقبل حيث يتم اتخاذ العديد من القرارات بواسطة الحواسيب والأجهزة الأخرى ذاتيا.
بالإضافة إلى ذلك، هناك قضايا أخلاقية متعلقة بالخصوصية والشفافية عند جمع واستخدام كم هائل من البيانات الشخصية المرتبطة بالمواقع والمباني والأنظمة البيئية المختلفة. كيف يمكن ضمان حماية خصوصية الأفراد والشركات أثناء تقديم خدمات أفضل عبر الذكاء الاصطناعي؟
وفي النهاية، يبقى أن نلاحظ أن التكامل الناجح بين التعلم الآلي والذكاء الصناعي وممارسات الهندسة المدنية يتطلب فهم عميق لكلتا المجالين وتعاون وثيق بين المهندسين الخبراء ومطورو البرمجيات المتخصصين في الأنظمة المعقدة مثل تلك التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي.
إن ما إذا كان التعلم الآلي والذكاء الصناعي سيكونان بالفعل "مستقبلا" للهندسة المدنية أم لا، فهو شيء سنراه في السنوات القادمة. لكن الشيء المؤكد الآن هو أنهما حققا تقدمًا ملحوظًا وقد يعززان كفاءة وسلامة القطاع الهندسي بطرق لم نتوقعها يوماً.
