- صاحب المنشور: مالك البصري
ملخص النقاش:
لقد أحدثت المنصات والتطبيقات الإعلامية الجديدة ثورة في الطريقة التي يتفاعل بها الجمهور مع الأخبار والمعلومات. تُعتبر "التكنولوجيا الاجتماعية"، وهي مصطلح يشمل وسائل التواصل الاجتماعي والبث المباشر وغيرها من الأدوات الرقمية، محركًا رئيسيًا للتغيير السياسي والفكري حول العالم. هذه الدراسة تبحث في كيفية تأثير التكنولوجيا الاجتماعية على تطور وجهات النظر والأفكار السياسية للمواطنين العاديين.
التأثير الأول: الوصول إلى المعلومات وتدفقاتها المتعددة
قبل ظهور الإنترنت، كان الحصول على المعلومة محدودًا ومضبوطًا عبر الصحافة التقليدية والقنوات الإخبارية الرئيسية. اليوم، يمكن لأي شخص الوصول مباشرة إلى مجموعة واسعة ومتنوعة من المصادر من أي مكان وفي أي وقت. هذا الوضع الجديد يوفر فرصة هائلة للتعرض لوجهات نظر مختلفة ولكن أيضًا قد يؤدي إلى حالة من التشتت المعرفي حيث أصبح لدى الأفراد عدد غير محدود تقريبًا من الخيارات عندما يتعلق الأمر بتشكيل آرائهم الخاصة.
التأثير الثاني: مشاركة الأصوات الفردية والشعبية العامة
مع ازدياد شعبية مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك، ظهرت حركة جديدة تسمى "الشبكات الشعبية". هنا، يتم دعم المواقف الشخصية أو الدعوة لها ليس فقط بناءً على الحقائق والمعرفة المجردة ولكن أيضا بسبب الدعم الشعبي الذي تقدمه قاعدة كبيرة من المؤيدين. وهذا له عواقبه الجوهرية؛ فقد يعزز الثقة بالنفس بين الأفراد الذين كانوا سابقاً خارج دائرة النفوذ السياسية الرسمية ولكنه أيضاً يمكن أن يخلق بيئة يغذي فيها الافتراء والكراهية والتي تستغل المشاعر الانفعالية وليس الحجج المبنية على الوقائع والإحصاءات.
التأثير الثالث: التحيز المحتمل والتلاعب بالرأي
أصبح من الواضح بشكل متزايد مدى سهولة اصطياد الناخبين بواسطة الحملات الانتخابية المدعومة رقميًا والمستغلة لتجارب المستخدم الشخصية عبر خوارزميات التعلم الآلي. يمكن تصميم هذه التجارب بطرق تخدع دماغ الشخص حتى يعتقد أنه وصل لحقيقة مستقلة بينما هي مجرد ظاهرة وهمية تم تركيبها خصيصا لديه ولذلك فإنه غالبا ما يميل نحو الأطروحات التي تعزز التصورات الذاتية الموجودة لديّه أصلا مما يعني انه ربما لن يفكر أبدا في وجهة نظر أخرى مهما كانت مواصفاتها حقيقية وقائمة على الادلة.
إن فهم كيف تؤثر التكنولوجيا الاجتماعية على تشكيل الراي العام أمر بالغ الأهمية لفهم ديناميكيات المجتمع المعاصر. إلا اننا بحاجة لمزيد من البحث العلمي للحفاظ على توازن صحّي بين الفوائد العديدة المرتبطة باستخدام الإنترنت كوسيلة لإعلام افضل وبين المخاطر الكامنة فيه عند الاستخدام الغير مناسب لهذا الأسلوب الجديد للإعلام الحديث .