- صاحب المنشور: بن عيسى العروسي
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، يسهم الاقتصاد الرقمي العالمي بشكل كبير في تعزيز الابتكار والتطور الاجتماعي والاقتصادي. ولكن هذا الانكماش الكبير للتكنولوجيا يأتي بتكلفة بيئية جسيمة. حيث يؤثر استهلاك الطاقة الهائل لتشغيل الأجهزة الإلكترونية، وإنتاج المواد الخام اللازمة لهذه المنتجات، والنفايات الإلكترونية المتزايدة باستمرار على البيئة بطرق مختلفة.
من جهة أخرى، تُظهر العديد من الشركات والمؤسسات البيئية اهتمامًا متزايداً بالتزامها بالاستدامة وتبني مبادرات خضراء لتعويض آثارها الكربونية. مثل استخدام طاقة متجددة وممارسة تقنيات التصميم الصديق للبيئة واستخدام مواد قابلة لإعادة التدوير.
التوتر بين التقنية والاستدامة:
* الطاقة الاستهلاكية: تشكل مراكز البيانات وأجهزة الكمبيوتر الشخصية جزءًا كبيرًا من استهلاك العالم للكهرباء. وفقا لدراسة أجرتها جامعة بوردو الأمريكية عام 2019, فإن قطاع المعلومات والإتصالات مسؤول مباشرة عن حوالي 3% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية. وهذا رقم يتوقع أن يزداد مع ازدياد شعبية الحوسبة السحابية ولعب الذكاء الاصطناعي دور أكثر بارزة في حياتنا اليومية .
* الإنتاج النفايات الإلكتروني: تعد مكبات النفايات الإلكترونية مشكلة عالمية تتفاقم كل يوم. بحسب الأمم المتحدة، فإن كمية نفايات IT قد زادت بنسبة ٢٠٪ خلال العشر السنوات الأخيرة وحدها وهي الآن تسجل معدلات تفوق بكثير المعدل الذي يتم فيه إعادة تدوير هذه النفايات الخطرة.
الحلول المستقبلية المحتملة:
- الذكاء الأخضر: دمج التكنولوجيا الخضراء في تصميم منتجات جديدة يمكن أن يساعد في الحد من التأثيرات البيئية المرتبطة بها منذ مرحلتها الأولى. مثلاً، إنشاء شبكات كهربائية أكثر كفاءة وقابلة للتكيف يمكن أن تقلل بصمة الكربون الناتجة عنها بشكل ملحوظ. ومن أمثلة ذلك أيضاً البحث العلمي حول تطوير البطاريات طويلة العمر والشحن الفائق السرعة لتكون البديل الأكثر صداقة لكوكب الأرض للمركبات الكهربائية وغيرها الكثير من المنتجات التي تعتمد على عمل البطاريات الثانوية.
- إدارة الدورة الحياة الكاملة: تطبيق أفضل الممارسات أثناء مراحل الإنتاج والصيانة والتخلص النهائي لأجهزة الاتصالات المحمول والأجهزة الإلكترونية الأخرى أمر ضروري لصحة النظام البيئي الأوسع. ويمكن تحقيق ذلك عبر تنظيم القوانين ذات الصلة بموضوع "النفايات الإلكترونية" وكذلك زيادة الضغط الشعبي نحو شفافيه أكبر فيما يخص سياسه إعادة التدوير للشركة المصدرة لهاته الاجهزه.
هذه هي بداية رحلة طويلة ومليئة بالتحديات ولكن مهمتنا هنا واضحة؛ التمسك بإيجاد توازن حقيقي ومتكامل بعيدا عن كون واحد منهما عبء سلبي للأخر!
