تأثير الحرب على التعليم: دراسة حالة سوريا

في أعقاب اندلاع الصراع السوري عام 2011، تعرض القطاع التعليمي لأضرار كارثية. حيث قامت المدارس بتحولها إلى مراكز لجوء أو متاريس عسكرية مما أدى إلى توقف

  • صاحب المنشور: بهية الكتاني

    ملخص النقاش:
    في أعقاب اندلاع الصراع السوري عام 2011، تعرض القطاع التعليمي لأضرار كارثية. حيث قامت المدارس بتحولها إلى مراكز لجوء أو متاريس عسكرية مما أدى إلى توقف الدروس وتقطيع مسيرة الأجيال الناشئة. وفقا لتقرير اليونيسيف لعام 2018, فقد حوالي 2.1 مليون طفل سوري فرصة الحصول على تعليم رسمي بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية القاسية. هذا الوضع المتدهور ليس له تأثير سلبي فوري فحسب بل أيضاً آثار طويلة المدى تغير مجرى مستقبل هؤلاء الأطفال.

الآثار الفورية للحرب على التعليم

  1. التدمير المادي للمرافق: العديد من المنشآت التعليمية تضررت بشدة نتيجة العمليات العسكرية. حتى تلك التي بقيت قائمة غالبًا ما تعاني من نقص في التجهيزات الأساسية مثل الكتب والقاعات الدراسية والمكتبات.
  1. الهجرة الداخلية والخارجية: مع زيادة عدم الاستقرار السياسي والأمني، هجر الكثير من الناس ديارهم بحثاً عن سلام وأمان أكبر. وقد اضطر العديد منهم مغادرة البلاد بأكملها تاركين خلفهم شبابهم وشباب فتيات الوطن وجاهدين لإيجاد بيئة تعلم مناسبة لهم في أماكن اللجوء المختلفة حول العالم.
  1. فقر المعلمين وانعدام رواتبهم: كثيرٌ ممن كانوا يدرسون الطلاب اضطروا لمغادرة مهنتهم بسبب الاضطراب الاقتصادي الذي فرضته الحرب؛ البعض الآخر يعمل الآن بنصف راتب وهو غير كافٍ لبقاء الحياة الكريم فضلاً عن تكاليف التنقل والتغذية اليومية الضرورية للعمل بكفاءة داخل الصفوف الدراسية.
  1. تحويل المدارس ومراكز التعلم لدعم الاحتياجات الإنسانية الملحة: خلال فترة النزاع الشديد، تحولت بعض المدارس إلى مخيمات للأرامل والأطفال الذين أصبحوا بلا رعاية بعد خسارة آبائهم أو ذويهم المقربين. كما استخدمت أيضا كملاجئ مؤقتة لجرحى الحروب وغير قادرين على الوصول للعناية الصحية خارج نطاق المناطق الخاضعة للقوات النظامية.

التأثيرات المستقبلية لحالة التعليم المضطربة حالياً

* جذب الجيل الجديد نحو العمل المسلح: عندما تشهد البلاد حروباً مستمرة لفترة مطولة، فإن الشعوب المحلية غالبا ما تستشعر حاجتها للدفاع الذاتي ضد تهديدات أخرى قد تواجه مجتمعاتها الصغيرة الخاصة بها بالإضافة لاستهداف وجود دولة مستقلة ذات سيادة بعيدا عن تدخل الخارج واستعباده لها سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا...الخ أي أنها ترى أنها أكثر قدرة وقوة عند الوحدة تحت مظلات قوى مسلحة خاصة بهم مقابل الحكومات المركزية المنتخبة شعبيا والتي أثبتت عجزه أمام تحديات تأمين مواطنيه وأرض وطنه.

* انخفاض جودة التعليم الحالي: بالنظر للتغيرات الاجتماعية والنفسية والعاطفية لدى طلابنا الشباب أثناء وبعد هذه الفترة المضطربة، يمكن تتبع انعكاس ذلك واضحا عبر ضعف تحصيلات أكاديمية عامة مقارنة بالأجيال السابقة رغم ارتفاع نسب التحاق بالمدرسة نظرياً بين الأولاد والبنات سوياً نسبياً حديثـًا لكن عملياً هناك فراغ كبير بالمعرفة العلمية والمعارف العامة المفيدة للحاضر والمستقبليتين كذلك.

* فقدان الإبداع والإنتاجية الوطنية: ينتج الأفراد الواعدون بمختلف الجنسيات والحالات الاجتماعية بطبيعتهم نتائج أفضل حينما يتوفر لديهم دعم حكومي مناسب والفرص المتاحة لتحقيق أحلام صغيرة وكبيرةعلى حد سواء ضمن حدود وطن واحد موحد ومتماسك ثقافيا واجتماعياً واقتصاديا أيضًا وهذا الأمر بالتحديد يكبل العملية برمتها ويؤثر عليها بالسلبية بكل تأكيد لما لذلك من دور محوري باستمرار النهضة البشرية والصعود إليها مستقبلا .

هذه مجرد بداية نقاش شامل حول موضوع خطير ويتطلب المزيد من البحث العلمي والدراسات الواقعية لوضع حلول فعالة لهذه المشكلة المركبة التي باتت تؤرق عالم التدريس العالمي منذ عدة سنوات خلت وما زالت مستمرة حتّى يومنا هذا ولذلك فلا بد لنا جميعا ومن مختلف دول العالم الحر مشاركة جهود خبراء المجال التربوي بهذا السياق


الشريف بن صالح

2 مدونة المشاركات

التعليقات