تعتبر مفصليات الأرجل - وهي مجموعة كبيرة ومتنوعة تشمل الحشرات والعناكب والقشريات وغيرها الكثير - واحدة من أكثر الفئات حيوانية نجاحاً على الأرض. أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في هذا النجاح هو نظام القلب القوي والمبتكر الذي يسمح لها بمواجهة تحديات الحياة المتنوعة. يحتوي جهاز الدوران لدى المفصليات على عدة مكونات أساسية تعمل معا لضمان توصيل المواد الغذائية والأكسجين إلى جميع خلايا الجسم وإزالة المنتجات الثانوية الضارة مثل ثاني أكسيد الكربون.
يمثل قلب مفصليات الأرجل المحور الرئيسي لنظام الدورة الدموية لديها. عادة ما يكون مستطيلا وله عضلات قوية تساعد في ضخ الدم عبر تجاويف جسم الحيوان بدلاً من شبكة متقنة من الشرايين والأوردة كما نرى في الفقاريات. وهذا النظام يعرف باسم "الدورة المفتوحة"، حيث يتم خلط الدم (أو الهيموليمف) مباشرةً مع الأنسجة وليس فقط داخل الأوعية الدموية. يساعد هذا أيضًا على تنظيم درجة حرارة الجسم وتوفير وسيلة فعالة للتخلص من المخلفات.
بالانتقال نحو الطرف الآخر للمفصلية، يوجد زوج من الغدد اللمفية والتي تعتبر بمثابة وظيفة مماثلة للغدة الصعترية عند البشر؛ فهي تلعب دورًا محوريًا في تنشيط الجهاز المناعي لهذه الكائنات الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بعض الأنواع على هياكل خاصة تسمى "أكياس التنفس" والتي توفر سطح تبادل غازي كبير لتسهيل عملية نقل الأكسيجين وثاني أكسيد الكربون بين الهواء الخارجي وهواء الرئة الباطنية.
ختاماً، فإن فهم كيفية عمل نظام الدورة الدموية في مفصليات الأرجل يعزز معرفتنا العامة حول قدرتها الفريدة على التكيف والتطور. إنه يشير إلى مدى تعقيد تصميم كائن بسيط قد يبدو لنا، ويبرز أهمية الاكتشاف العلمي المستمر لأصول الطبيعة وروعتها.