- صاحب المنشور: خليل الزرهوني
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتصل رقمياً، أثرت التكنولوجيا بلا شك على جوانب متعددة من حياتنا اليومية، ومن أهم هذه الجوانب هو تأثيرها على تفاعلاتنا البشرية وتأثير ذلك على بناء علاقات شخصية قوية. بينما توفر لنا التقنيات الحديثة وسائل جديدة للتواصل الفوري مع الآخرين عبر الإنترنت، إلا أنها قد أدت أيضًا إلى ظهور تحديات جديدة فيما يتعلق بالعزلة الاجتماعية والتفاعل غير الشخصي. هذا العمل الاستقصائي يستكشف العلاقة المعقدة بين استخدام التكنولوجيا والعلاقات الإنسانية، ويحلل كيف يمكن لهذه الأدوات الجديدة تعزيز الاتصالات أو تقويضها. سننظر أيضا في الدراسات والأبحاث التي تتناول أثر الهاتف المحمول والأجهزة الذكية على الصحة النفسية والسعادة العامة للأفراد والمجتمع ككل.
**الجانبان السلبي والإيجابي لاستخدام التكنولوجيا في العلاقات الشخصية**
من جانب سلبي، كثيرًا ما يُشار إلى أن الاعتماد الزائد على الأجهزة الإلكترونية يؤدي إلى انخفاض جودة التواصل وجهاً لوجه داخل الأسرة وأوساط الصداقات. يشكو الكثيرون من الشعور بالوحدة حتى عند وجودهم وسط مجموعة كبيرة بسبب الانشغال الدائم بشاشات الهواتف أو الكمبيوتر. يرى بعض الخبراء النفسيين أن هذا الانفصال البدني والنفسي يمكن أن يساهم في زيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى الأفراد الذين ينغمسون بكثرة في العالم الافتراضي.
على الجانب الآخر، تقدم التكنولوجيا فرصاً هائلة لتكوين روابط اجتماعية جديدة وصيانة القديم منها. الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك وتويتر توفر للمستخدمين القدرة على البقاء على اتصال مع الأقارب والأصدقاء في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن المسافة بينهما جغرافياً. بالإضافة لذلك، فإن خدمات الفيديو كونفرانس مثل زووم ومايكروسوفت تيمز أتاحت للشركات والمعاهد التعليمية عقد الاجتماعات وتقديم المحاضرات المرئية بصورة فعالة خلال فترة جائحة كورونا العالمية حيث فرضت الحكومات إجراءات العزل الصحي والحظر التجوال. وبالتالي أعادت الحياة العملية والدراسية مجددا رغم الظروف الحرجة الصحية آنذاك.
**العواقب المحتملة واستراتيجيات مواجهتها**
بالرغم مما سبق ذكره حول فوائد تكنولوجية التواصل الحديث، يجب الانتباه لما يسمى بـ "الإعلام الاجتماعي" الذي أصبح جزءاً أساسياً من حياة معظم الناس الآن. فقد ذكر تقرير صدر مؤخراً بأن نحو ثُلثي سكان العالم لديهم حساب واحد على الأقل عبر إحدى صفحات تلك المنصات الإعلامية المختلفة! ولكن هناك مخاطر مرتبطة باستعمال هذه الخدمات إذا لم يتم تنظيم وقت استخدامه بعناية؛ فقد يعاني البعض ممن يعشقون التصفح المستمر للحساب الخاص بهذه المواقع مشاكل صحية نفسيّة كالقلق والعصبية وفقدان النوم وغيرها نظراً للتعرض المستمر للهجمات الإعلانية المؤثرة والتي غالبًا ما تكون ذات مضمون مسيئة أخلاقيا واجتماعياً بحسب الاتجاهات الثقافية والقانونية لكل دولة على حدة ضمن نطاق قوانين حقوق الإنسان الدوليَّة المُقرَّرة دوليًا بهذا الشأن منذ عقود طويلة مروراً بأحدث اتفاقيات الأمم المتحدة لحماية الأطفال والشباب خصوصا .كما أكدت العديد من الدراسات العلميّة ارتباط تصرفات المستخدم خلال فترات فراغه بتلك الفترة يقضي بها جل وقته أمام شاشة جهاز الكتروني بأنه أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المتصلة بالسلوك العدواني والعنيف مقارنة بنظرائه اللذين تخصص أغلب وقتهم الخارج من ساعتين إلي ثلاث ساعات يوميا بممارسة الرياضة ومشاهدة محتوى تلفزيوني مفيد وفي نفس الوقت آمن تمام الأمن وعدم تحمل أي خطر علي صحته وهمومه الحياتيه الأخرى بانوعتها المختلفه سواء كانت دراسية أم عمالية أيضاً .
**استنتاجٌ وآفاقٌ مستقبلية**
إن التأثير المتبادَلْ لعلاقتِنا بالتِّطبيقات الحديثة أمر واضح للغاية، فالبرمجيات نفسها تحتوي برمجيات فرعيّة تساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشره فى تشكيل شخصيتنا وشخصیہ المجتمع المحيط بنا عامة ، ولذلك فان الاعتدال والصبر هما خير مفتاح لحياة سعيدة وإنتاج مثمر إن اتبعناهما بحرص كما ورد بذلك البيان الرباني الكريم { وَإِنَّا لَكُم مِّ