في محيط الحياة الطبيعية، نصادف مجموعتين مختلفتين تمامًا رغم ظهورهما جنبًا إلى جنب ضمن شبكة النظام البيئي العالمية. تلك المجموعتان هما الحشرات والقوارض، والتي تُظهر اختلافات جوهرية ليس فقط على مستوى التركيب الجيني بل حتى في طريقة حياتهما ومظاهرها الظاهرة. سنتعمق الآن لنستكشف هذه الفوارق بإيجاز ولكن بتوسع يكفي للإحاطة الشاملة.
تصنيف علمي مختلف:
الأمر الأكثر وضوحاً يتمثل في التصنيف العلمي لكلٍ منهم؛ إذ تعتبر الحشرات أحد فروع فرقة مفصليات الأقدام، بينما تنتمي القوارض لفئة الثدييات. وبناءً عليه، فإن التشابه بين النوعين محدود للغاية. وفقاً لتقديرات العلماء، يوجد نحو مليوني نوع معروف للحشرات حول العالم، مما يجعلها أكثر الأنواع تعدداً. أما بالنسبة للقوارض فتضم ثلثي أصناف الثدييات الموجودة، وذلك بحوالي 2050 صنفا معروفاً حالياً.
بنية جسمية مميزة:
تحمل الحشرة بناء جسداً فريدا ومتكاملاً عبر ثلاث أقسام واضحة: رأس مزودبعيون وزوج من القرون الشمية وفمك، صدر مزود بثلاثة أزواج من الأرجل وكثيراً ماتكون لديه زاويتان للجناح. أمّا الجزء الأخير فهو البطن المسؤولعنالهضم والإخراج والإنجاب وغيرها من الوظائف الداخلية الأساسية. وعلى الجانب المقابل، تتمتع القوارض بسلسلة ذات طابع خاص أيضاً بدءاً من الطريقةغيرالعاديةللنمو المستدام لسنانها القاطع وخالي الجذر. علاوة على ذالك تمتلك عضلات مفصل الفكين القدرةعلى إحداث ضغط هائل أثناء عملية المضغ والتقطيع للطعام بفعل تصميمها الهندسي المعتمدعليالتوزيع الدقيق للعظام المرتبطة مباشرة بمفصلالفكين نفسه.
خيارات غذائية متنوعة:
تشتهر العديد من أنواع الحشرات بامتصاص مواد نباتية كالأوراق والجذور خاصة خلال مرحلة يرقةالحشرة قبل بلوغه. ومع كونالجراد مثالا بارزا بصفته آفة لنباتات الزراعة الزراعية التجارية، إلا أنه يبقى كذلك حلقة أساسيه لموازنة سلسلة الغذاء بالبيئة الصحراوية. ومن جهة أخرى، تغطي نظام تغذية القوارض مجموعة واسعه تتفاوت حسب المنطقة المناخية وظروف تواجدها مثل البراعم الصغيرة وكذلك بعض اللافقريات إن كانت تحت تصرفاتها مباشره .ومن هنا تكمن قدرتها الهائلة للتكيف والاستقرار بكثير من المواقع بأرض الله عز وجل نظرا لحسن اختيارها لأطباق غذائية غايةبالتنوع والمتانة نفسها أمام تحديات الحرمان الغذائي المطولة نسبيا.