• صاحب المنشور: السعدي بناني
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الرقمي الحالي، أحدثت التكنولوجيا ثورة شاملة في جميع جوانب الحياة، ومن ضمنها قطاع التعليم. يوفر هذا التحول الجديد العديد من الفرص والإمكانات التي يمكن أن تعزز تجربة التعلم وتحسن نتائجه، ولكن هناك أيضًا تحديات محتملة تحتاج إلى الاعتبار والتعامل معها بحذر. دعونا نستعرض بعض هذه الاحتمالات والتحديات الرئيسية في ضوء ديناميكية التعليم المعاصرة.

الفرص:

1. التعليم الشخصي: تقدم التقنيات الحديثة أدوات تتيح تقديم تعليم أكثر شخصية لكل طالب بناءً على مستوى فهمه وأسلوب تعلميه الفريدين. المنصات الإلكترونية مثل "Khan Academy" توفر دروس فيديو متاحة حسب الطلب، مما يسمح للطلاب بمراجعة المحتوى بوتيرة تناسبهم وممارسة المهارات الجديدة حتى يتقنوها تمامًا قبل الانتقال للموضوع التالي.

1. زيادة الوصول إلى المعلومات والمعرفة: الإنترنت مليء بالموارد المعرفية الثمينة التي كانت غير متاحة سابقًا إلا لعدد محدود جدًا من الأفراد. الآن يستطيع أي فرد وفي أي مكان الحصول بسرعة على معلومات حول موضوعات مختلفة ومتنوعة. مواقع الويب والمجلات العلمية والأبحاث الأكاديمية وغيرها الكثير أصبح بإمكانه استكشافها واستخدامها كمصادر للدراسة الذاتية أو البحث الجامعي العملي.

1. الابتكار في طرق التدريس: تُعد الألعاب التعليمية والواقع الافتراضي الواقع المحسّن أمثلة ممتازة لكيفية استخدام التكنولوجيا لإشراك الطلاب بطرق جديدة مثيرة وجذابة تساعد في ترسيخ المعرفة عميقاً داخل عقول المستفيدين منها خاصة الأطفال والشباب منهم الذين يميلون نحو التجارب العملية والتشويقية غالبآ.

التحديات:

1. الفجوة الرقمية: رغم انتشار شبكة الانترنت بشكل واسع نسبياً مقارنة بالأمس القريب، إلّا أنها ليست بالضرورة كذلك بالنسبة لأجزاء كبيرة من المجتمع العالمي خصوصا المناطق النائية والدول الفقيرة حيث قد تواجه تلك البيئات مشاكل بنسبة تغطيتها بشبكات اتصالات موثوق بها بالإضافة لنقص الأدوات اللازمة لاستقبال واستيعاب محتواها عبر وسائل رقمية متنوعة بغض النظر عن مدى توافر موارد مادية لشرائها أساسًا! وهذا يؤدي حينئذٍ لتوسيع الفجوة بين الأكثر حظًا والأقل امكانيات فيما يتعلق باستغلال الامكانات الهائلة المقدمة بواسطة الوسائل التكنولوجية Education Inequality.

2.انعدام التواصل البشري: بينما يبدو الأمر مذهلأ للغاية قدرتنا اليوم على إجراء محادثات صوت وصورة مباشرة عبر مختلف المنصات المختلفة بدون مغادرة المنزل؛ تبقى فعالية مشاركتنا الاجتماعية وجهًا لوجه أمر خاطِر جدآ للأجيال الشابة وسط حالة مستشرية عالميا باتجاه عزوف عام تجاه الثقافة الشخصية للتفاعلات البشرية عوض عنها بالحياة الوهمية افتراضيًا Virtual Reality . فهذا الخلل المتنامي يعصف بردود فعل مهمّة لفئة عمرية حساسة وهي الفترة العمرية الحرجة للإنسان والتي تساهم عملية التأثير فيها بصنع شخصيته وقيمه وطريقته حياته العملية مستقبلا .

3)الإدمان السلبي والاستخدام غير الصحي للعقليات الشبابية: يُعتبر التشويش العقلي أحد أهم تأثيرات الاستهلاك الزائد لمحتويات رقمي مجاني وغير خاضع للرقابة المناسبة والذي يفتقر إلي توجهات تربوية صحية ، ممّا يؤثر بالسلبعلى التركيز الذهني وإدارة الوقت لدى المستخدم وبالتالي ينعكس ذلك سلبيآ أيضاَ علي تحصيله الدراسية الأكاديمي إذ تشير البحوث الأخيرة إلى ارتفاع معدلات انقطاع طلاب المدارس والكليات عن مواصلة مسيرتهم بسبب أعراض إدماني عديدة مرتبطة باستخدام الهواتف والحاسبات خلال فترات دراستهم الأساسية كل يوم !

4) الأمن والخصوصية: تعد الشبكة العنكبوتية