تعتبر أشجار التبلدي - المعروفة أيضاً بشجر الباوباب - كنزا طبيعيّا متعدد الاستخدامات ينبع أساساً من مناطق الشرق الأوسط وأستراليا وأجزاء معينة من القارة الأفريقية. تمتاز الثمرة بهذا الشجر بمجموعة واسعة من التركيبة الغذائية بما في ذلك الفيتامين C, الفسفور, البوتاسيوم, الكربوهيدرات, الدهون والبروتينات بالإضافة إلى عناصر غذائية أخرى.
في مجال الطعام، يلعب التبلدي دوراً هاماً. يمكن استخراج المستخلص من فاكهته لاستخدامه في الخبز بسبب محتواه العالي من البوليفينولات التي تعمل على خفض عملية الهضم للنباتات. بينما يُستعمل اللب لتزويد المشروبات والأطباق بنكهة مميزة. تتشابه طريقة استخدام ورق التبلدي مع السبانخ عند الطبخ ويمكن أيضا إعداد بعض أنواع الصلصة باستخدامها خصوصا في غرب إفريقيا. ثم هناك "مسحوق باوباب"، وهو منتشر حتى خارج أماكن وجود الأشجار مباشرةً، ويستخدم كمصدر مكمل للغذاء سواء بالنسبة لكمال الجسم أو الرياضيين وكذلك ضمن تركيبات الفيتامينات المختلفة. بالإضافة لذلك، يدخل هذا النوع الخاص من المساحيق في تصنيع الزبادي ومنتجات الألبان الأخرى. يعد اللب أيضا عامل تخثين فعال لكلٍّ مِن المربيات والصلصات. إن لعلكة تلك الشجرة دور كبير أيضا، فهي ليست فقط صالحّة للأكل ولكنها ذات خاصية فريدة وهي عدم ذوبانها وكونها حمضيّةnatured، الأمر الذي يجعلها مفيدة جداً في تنظيف الجروح والقروح الجلدية.
ومن ناحية القهوة البديلة، فإن حبوب التبلدي بعد التحميص يمكن تعاطيه بنفس طريقة القهوة التقليدية. علاوة على ذلك، تعتبر زهور التبلدي وجبة شهية عندما تكون طازجة وخضراء. قد يتم تناول البذور بحالتها الأصلية أو سحقها وتحويلها لمعجون للتقديم مع الحساء أو صنع توابل مختلفة منها.
على الجانب الصحّي والتداوي بالأعشاب، يقدر البعض بفواكه شجرة التبلدي قدرة مذهلة لمقاومة الأكسدة والالتهابات ومحاربة الفيروسات والجراثيم الضارة بالإنسان، ما يعطي فوائد صحية عديدة ضد مجموعة متنوعة من الأمراض. فعلى سبيل المثال، تساعد أوراق الشجرة في علاج مشاكل المثانة والكليتين وربو الصدر، فيما يساعد قلب الشجرة والجريب (لب) فيه شفاء جديري الماء والسعال الديكي والدّموع أثناء التعافي من المرض إضافة إلى تخفيف الآلام والحماية من حروق الشمس وغيرها الكثير. تدخل الأوراق أيضا في العلاج ضد التهاب الجلد الخطير. يؤخذ المغلي للحاء لغسيل الفم ومعالجة آلام السن فضلا عن دوره كمهدئ للأطفال الذين يعانون من الصدفية وغيرذلك كثيرٌ مما ذكر سابقاً تحت بند "الأمراض". تعد الأوراق والحراشف الداخلية والخارجية لنبتة الباوباب مصدرا مهما للدفاع الطبيعي للجهاز المناعي والإقلال بدرجة حرارته المرتفعة خلال مرض الحمى.
أما قطاع التصنيع، فهو الآخر يستغل ثمار هذا النبات العملاق إذ يدخل الجزء الداخلي لفواكهه المقطوعة لتحضير مستحضرات جمالية عدة. تتضمن جذوره ألواناً حمراء تضاف للسوائل حسب الرغبات ويتحول الحرشف الخارجي للشجرة لطرق مبتكرة كالسلال والأشرطة الأرضية النافرة. أخيرا وليس آخرا، أثبت دخان ثمار شجرة البابلفعاله كطارد للحشرات حول البيوت والنباتات المنزلية الصغيرة داخل حدود المدن الحديثة .