تُعدّ حجرَة القَلْبِ عند الزواحف أحد أكثر النظم الحيوية إثارةً للاهتمام بين مختلف الحيوانات البرمائية. هذا النظام ليس مجرد كيان بسيط كما قد يظن البعض؛ بل هو نظام معقد ومُصمم بدقة لتلبية احتياجات هذه الثدييات المتنوعة بيئياً.
بالرغم من انتشار اعتقاد شائع بأن جميع الزواحف لديها قلوب ذات ثلاث حجرات فقط - الغرفة العليا اليمنى (الأذين) والأذين الأيسر والقلب البطيني السفلي الكبير- إلا أنه يوجد تنوع ملحوظ داخل هذا التصنيف العام. ففي بعض الأنواع كالسلحفاة البحرية مثلاً، تتكون جدران الحجرة الوسطى للقلب منها جزأين غير متصلين بشكل كامل مما يسمح بتدفق الدم مباشرة نحو الرئتتين بدون المرور عبر القلب أولاً. وهذا يعد استراتيجية فريدة لتعزيز القدرة على التحمل خلال الرحلات الطويلة تحت الماء والتي تحتاج إلى كمية كبيرة من الأكسجين.
وفي الجانب الآخر، نجد أن بعض أنواع أخرى مثل الثعابين والتمساح تتمتع بنظام قلب رباعي الحجرة مشابه لما نشاهده في البشر والثدييات الأخرى الأعلى تطورا. هنا يتم الفصل التام للدم المؤكسج وغير المؤكسج وهو ما يعزز فعالية الدورة الدموية ويزيد من كفاءتها.
إن دراسة وظائف وأشكال مختلفة لجدار القلب ضمن مجموعة الزواحف توفر نظرة ثاقبة حول كيفية تكيف الكائنات الحية وتطورها وفقاً للمحيطات المختلفة التي تعيش فيها. إن جمال الطبيعة يكمن في تفرد كل خلية وكل عضو وكل نظام حيوي مصمم بطريقة معجزية لتحقيق توازن الحياة.