تتميز الحياة البرية بتنوعها الكبير، حيث يمكن تصنيف الحيوانات إلى مجموعتين رئيسيتين بناءً على بيئتها الطبيعية - تلك التي تعيش في غابات كثيفة وغير مستصلحة ومليئة بالنباتات المختلفة، وتلك التي تعتاد العيش بالقرب من البشر ضمن مساحات مروضة مثل مزارع الأراضي الزراعية. دعونا نستعرض بعض الفروقات الجوهرية فيما يلي:
البيئة والتكيّف مع المكان الحيوي:
* الحيوانات الغابية: هذه الأنواع مجبرةٌ على التأقلم داخل نظامٍ بيئي مليء بالمخاطر والموارد الوفيرة ولكن غير الثابتة أيضًا. إن قدرتهم على تتبع الطعام واستخدام الحماية الطبيعية هي جزء أساسي مما يضمن بقائهم بفرائسهم وهروبهم من مفترسيهم. يتمتع العديد منها بمظهر خارجي مميز يساعدهم على إخفاء وجودهم بشكل فعال وسط الأشجار والأعشاب الطويلة. كما ان لديهم القدرة عادةً علي التسلق لاقتصاص الثمار والإبتعاد عن الأرض لتجنب مطاردات الحيوانات الأخرى .
* حيوانات المزارع: تُعدُّ حياةَ الرعاة شيئًا بديهيًا بالنسبة لهذه الكائنات منذ القدم بفعل التفاعل المتزايد مع الإنسان عبر التاريخ. فهم يعيشون اليوم تحت رعاية مباشرة ومعرفة علمية دقيقة بكيفية تقديم الاحتياجات الغذائية المناسبة لهم والحفاظ عليها صحياً وفي مواجهة الأمراض الشائعة المعروفة لدى الكثير منهم كالحصان والنعام والخراف والدجاج. هذا النوع قد فقد بعض المهارات الطبيعية للبحث بنفسه لكن مقابل ذلك أصبح أكثر اعتماداً حول الدعم الخارجي المُقدم له ولذلك فإن سلامته مرتبط ارتباط وثيق بسلوكيات رعاه وحمايته ضد المؤذيات الصناعات الحديثة والسكان المحليين ايضا .
النظام الغذائي والغذاء المكتشف ذاتيًا:
* الغابيون: معظم أفراد المجتمع البدائي يأكلون ما يعثرون عليه أثناء بحثهم وجمعهم المنتشر طوال يوم عمل طويل وهذا يعني أنه رغم اختلاف نوعيات غذائه إلا انه يحتاج للاستمرار فى التحرك والبحث المستمر لتحقيق توازن غذاء دقيق وصحي بينما تجد حيواناته تمثل مصدر تغذية متكامله ومتجدده باستمرار بسبب تنوع محيطهما الطبيعى الواسع إذ يشمل حشرات وبذور وفاكه وأزهار وأحيانا القوارض الصغيرة كمصدر لحومها عند هجومها عليهم وهو بذلك يخضع لنظام تغذى متنوع ومتوفر دائمآ .
* مواشي المزارعين: نظراً لإرتباطها الوثيق بالبشر فانه يمكن تقدير احتياجات كل صنف ومن ثم توفير نوع واحد فقط مناسب لكل منهما سواء كان الاعتماد على الأعلاف المركبة المصنعه خصيصا أم مراعي خضراء مزروعه وعناية ودقة عالية للتأكد من عدم تعرض اصحاب النفوذ للإصابة بالأمراض الضارة ، فالهدف هنا هو استخراج اكبر انتاج ممكن مع حلول اقل تكلفة بشرط الحفاظ على مستوى الصحة العامة لعينة المواشي المرغوب بها .
سبل الدفاع والاستمرارية:
* الفريسات الصامتة للغابات: تتميز اغلبية هذه الفقرات بحواس وظيفتها الرئيسية تشمل الاستشعار المبكر لأدنى تغيير وشمه رائحه تهديد محتملة وتخصيص وقت للتخفي وإيجاد مكان آمن للاختباء فيه حتى وإن كانت الوسائل بسيطه نسبياً كالجلوس قرب جذع شجرة كبيرة اخضراراو اختراق منطقة عشبي ضخم ..الخ لكن عموما فان هدف الناجين دائما تقليل فرص التعرض للمفترس ومن ثم فرصة الهروب الناجح حين يحين الموعد!
*الانسان والعامل الاجتماعي لمجموعات التربية المنزلية"": هنالك اعتبار جانب التدريب والمعرفة بكيفيه تدبير قضاياهم الشخصية اولويات اولويات تجعل حياتهن سهله نسبيا خصوصا بعد قرن ونصف القرن الاخير خاصة مع ظهور صناعة الأدوية المضادّة للأوبئة والتي ساعدت كثيرًاعلى زيادة معدلات بقائها لفترة اطول وايضا تسريع عمليات التفريخ وتحسين محصول اللبن وغوثه اضافة لامتيازات اخرى كتسمينه قبل الاذبح للحصول عل لحوم ذوات سعرات حراريه أعلى ! ويتمثل الجانب الأكثر أهمية هنا بالتزام الانسان تجاه ملكه الخاص باعتبارها ثروتة وليس مجرد منتوج زراعي بل شخص لديه مشاعر واحساس وكرامه مورس عليها انواع مختلفة من الرعاية المادية والنفسيه بغاية الامداد بروابط اجتماعية تساعد جميع الاطراف علي اعطاء اجود الخدمات والعلاقات الحميمة بلا ظلم ولا ظلامه .
*
هذه المقارنة توضح كيف تؤدي طبيعة البيئة والاختيارات الثقافية دوراً محورياً في تحديد نمط حياة وفلسفة تفكير مختلف أنواع الحيوانات الموجودة عالمياً, فبينما تكون حياة البعض محفوفة بالخطر وتعاني نقص الأمن الغذائي تبقى الثانية مستقرة للغاية وتمتلئ برفاهيتها الخاصة داخل حدود حدود أرض صاحب العمل المدربة خصيصا لها وفق خطط مدروسة حساباتها جيدًا مسبقا .