قرادة البابون، المعروفة باسم "نيميسيس" في عالم primates القديمة، هي واحدة من أكبر الأنواع القوارض الموجودة اليوم. تضم عائلة البابون خمسة أنواع رئيسية تنتشر عبر مختلف مناطق إفريقيا. يتمتع هذا النوع بمظهر مميز، حيث يبرز أنفه الكبير والشبيه بالكلاب والفكين القويان والسلاح الطبيعية المرتفع. إضافة لذلك، يتمتع بمعطف فراء سميك بدرجات لونية تراوح بين البني الفاتح والرمادي الداكن لدى الذكور والإناث على حد سواء.
من أكثر ما يميز البابون هو ذيله القصير نسبياً ومعقد الشكل والذي يصعب قبضه. وهي حيوانات اجتماعية للغاية، تسكن بجماعات قد يصل تعدادها لمئات الأفراد ويتكون كل منهم من ذكور وإناث وشباب. تُظهر تلك الجماعات درجة عالية من الترابط والتواصل فيما بينها؛ إذ تعتمد الأعضاء فيها على بعضهم البعض للحصول على الطعام والمبيت والحماية المشتركة ضد الخطر الخارجي.
هذه الحيوانات معروفة بطابعها النشيط وعاداتتها الغذائية المتنوعة والتي تشمل الفواكه والخضروات والبذور وغيرها. إلا أنها ليست نباتية صرفاً، بل إنها أيضاً مفترسات بارعين للحيوانات الصغيرة كالطيور والقوارض والثدييات الأخرى مثل الضباع والدجاج. لهذا السبب تعد مصدر ازعاج مستمر للفلاحين الذين يرونها دجالات حقل المحاصيل الخاصة بهم.
على الرغم من قدرتهم المذهلة على التأقلم واستخدام بيئتهم المحيطة بكفاءة عالية إلا أن أعداد قرد البابون الآخذة بالتراجع نتيجة عوامل عدة بما فيها الصيد غير القانوني وفقدان موائلها الأصلية. حالياً، تقطن ثلاث مناطق رئيسية في جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا: غرب القارة شرقاً حتى البحر الأحمر وجنوباً نحو رأس الرجاء الصالح بالمحيط الهندي. كل نوع لديه موطن خاص به: فالزيتونية تفضل المناطق المفتوحة الرطبة بينما تكيفت الزرقاء للعيش بالأراضي القاحلة ولذا تجد آثار وجودهما المنتشرة بكثره داخل وخارج واحات الدولتين وسط البلاد شمال البلاد باتجاه الحدود الجزائرية السودانية ثم اتجه جنوباً عبر دولة الصومال وحوض نهر النيل عبر بوتسوانا وزيمبابوي وموزمبيق وبتسوانا .
بالرغم من طبيعتها العنيفة أمام البشر إلّا ان لها مكانة فريدة ضمن النظام البيولوجي العالمي كون دورها مهم جداً فقد أصبح هدف العديد من الدراسات العلمية الحديثة لإرشاد الإنسانية لاستخلاص نظريات جديدة بشأن سلوك الإنسان الاجتماعي والعوامل المؤدية لتكوين مجتمعات بشرية فعالة تجمع بين الروابط الأخوية والقدرة الذاتية للدفاع عن النفس أمام المخاطر الخارجية المختلفة مما جعل دراستها أمر أساسي لفهم تأثير تدخل البشر السلبي عليها وعلى باقي الكائنات الحية بما يعادل ذلك ملايين الأجيال المقبلة عبر التاريخ البشري المستقبلي لذلك يبقى البحث حولها ضرورة ملحة لحفظ توازن الكوكب الأرضي وحماية موارد الطبيعة للأبد .