تزدهر الحياة البرية بتنوعها الواسع الذي يشمل حيواناً يأكل النباتات فقط وآخر يعتمد بشكل أساسي على اللحوم كجزء من غذائه اليومي. هذه الأنواع المختلفة تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على توازن النظام البيئي للأرض.
الحيوانات العاشبة (Herbivores) نموذجية في اعتمادها على الأوراق والأعشاب والبذور والفواكه والحبوب كمصدر رئيسي للغذاء. الغزلان، الجمال، البقر، الفيلة وحتى بعض أنواع الطيور مثل الدراج والعصافير هي أمثلة بارزة لهذه الفئة. تعمل الحيوانات العاشبة كحلقة مهمة في سلسلة الغذاء، فهي تساعد في نقل الطاقة عبر الشبكة الغذائية بدءا من النباتات إلى القمم المتقدمة. هذا الاستهلاك الكبير للنباتات يؤدي أيضا إلى تحويل النيتروجين والمواد الأخرى اللازمة لنموها مرة أخرى إلى التربة، مما يحافظ على دورة المواد الطبيعية.
في الجانب الآخر، تتضمن الحيوانات اللاحمة (Carnivores) تلك التي تعتمد أساسا على لحم غير البشر للحصول على طعامها. تتراوح بين الثعالب والقطط الكبيرة والصقور والتماسيح وغيرها الكثير. تلعب هذه الحيوانات دوراً هاماً أيضاً، حيث إنها تُنظم مجموعات وأعداد الحيوانات الصغيرة وتمنح الفرصة للضعفاء للنجاة والتكاثر. بالإضافة إلى ذلك، تساهم الحيوانات اللاحمة في تعزيز الصحة العامة للسكان عن طريق الحد من انتشار الأمراض والاضطرابات الهيكلية داخل تجمعات معينة من الأنواع الأخرى.
وبالتالي، فإن وجود كلا النوعين ضروري لتوازن وصحة البيئات الطبيعية حول العالم. إن فهم طبيعة واستراتيجيات كل نوع يمكن أن يساعدنا ليس فقط في تقدير تنوع الكائنات الحية ولكن أيضًا في تطوير استراتيجيات فعالة للمحافظة عليها وحمايتها.