المرجان، وهو كائن بحري فريد يمتلك أهمية كبيرة في النظام البيئي البحري، يتميز بطريقة فريدة في الحصول على غذائه. هذه الطريقة تتطلب فهم عميق لدورته الحياتية والتكيفات التي سمحت له بالعيش في بيئات شديدة القسوة مثل المياه العميقة والمظلمة.
تتمثل طريقة المرجان الرئيسية في الحصول على الطعام عبر عملية تسمى "التغذية الضوئية". هذا يعني أنه يشكل شراكة مع طحالب صغيرة تدعى زوكسولانتيللا تعيش داخل خلاياه. تقوم هذه الطحالب بإجراء عملية التمثيل الضوئي، مما ينتج عنه سكريات تستخدمها كل من المرجان والطحالب كمصدر للطاقة. تعتبر هذه الشراكة مهمة لأن المرجان نفسه غير قادر بشكل مباشر على صنع غذائه الخاص بسبب افتقاره إلى الكلوروفيل اللازم للتصنيع الضوئي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمرجان أن يحصل أيضاً على بعض المغذيات الهامة من خلال فيلترتها للمياه. باستخدام أشواكه الصغيرة، يقوم المرجان بسحب الجزيئات الغذائية والعوالق النباتية والحيوانية من الماء أثناء التدفق الطبيعي للأمواج. ومع مرور الوقت، تنمو هذه الرواسب لتشكل هيكل مرجاني متين يدعم الحياة البحرية المتنوعة ويعزز استقرار الشعاب المرجانية.
هذه الدورة المعقدة للغذاء تحافظ على توازن بيولوجي حيوي بين مختلف الأنواع الموجودة حول الشعاب المرجانية. بدون المرجان، ستكون العديد من الحيوانات البحرية الأخرى معرضة لخطر فقدان مصدر أساسي للغذاء ومكان للعيش الآمن. لذلك، فإن فهم كيفية تغذية المرجان هو خطوة هامة نحو المحافظة عليه وحماية النظم البيئية البحرية الثمينة التي يلعب دورًا رئيسيًا فيها.