يُعتبر فهم نظام الغلاصم جزءاً أساسياً من العلوم البيولوجية البحرية. هذه الأجهزة المعقدة تتواجد فقط في الفقاريات النامية مثل غيرها من الزواحف، الطيور وجميع الثدييات بما فيها البشر. لكن في عالم الأسماك، تلعب الغلاصم دوراً حاسماً كوسيلة للتنفس والتمثيل الغذائي والتبادل الغازي مع الماء.
تتكون الغلاصم عادةً من هيكل رقيق ومصفوف متعدد الطبقات يسمح بتدفق الدم بشكل فعال عبر جهاز التنفس. كل طبقه تحتوي على شبكة دقيقة من الشعيرات الدموية التي تسمح لخلايا الدم الحمراء بالتقاط الأكسجين من الماء وإطلاق ثاني أكسيد الكربون فيه. هذا النظام الفريد يسمح للأسماك باستخراج الأكسجين بكفاءة عالية حتى وإن كانت تركيزات الأكسجين في المياه قليلة نسبياً مقارنة بالأجواء الجويّة.
وظيفة أخرى مهمة للغلاصم هي تنظيم توازن الصوديوم والبوتاسيوم داخل الجسم. وذلك لأن عملية تبادل الغازات قد تؤثر أيضاً على توازن الأملاح والمعادن الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الغلاصم كمصدر رئيسي لتبريد وتكييف درجة حرارة جسم السمكة. فمن خلال التحكم في تدفق الماء فوق غلاف الغلاصم، يمكن للسؤال ضبط درجة حرارته الداخلية بناءً على بيئتها الخارجية.
في الختام، تعدّ الغلاصم لدى الأسماك منظومة معقدة ومتعددة الوظائف تلعب دوراً حيويًّا في حياتهن اليومية. فهم طبيعتها وسلوك عملها أمر ضروري لفهم سلوك ومنطق حياة هذه الكائنات الرائعة تحت سطح البحار والمحيطات الواسعة.