على مر التاريخ الطبيعي، برزت بعض الأنواع بشكل استثنائي بفضل مواهبها الفريدة؛ لكن هناك واحد فقط يمكنه المطالبة بلقب "أسرع". إنه ملك المسافات القصيرة بلا منازع: الفهد. رغم أنه ليس الأكبر ولا الأقوى أو حتى الأكثر تعقيدا، فإن قدرته الاستثنائية على تسخير السرعة خلدتها كأحد أكثر الحيوانات البرية رهيبة ومذهلة.
القدرة التقنية التي يتمتع بها الفهد هي حلم كل عداء محترف يحلم بتحقيقها. تمكن هذه القط الضاري من تحقيق سرعات مذهلة بلغت حوالي 121 كم/ساعة خلال مسافة قياسية تقدر بحوالي نصف ميل. ولكن الأمر لا يتعلق فقط بسرعة الانطلاق الهائلة حيث تستطيع تلك الجمهرة الرشيقة الاحتفاظ بهذه السرعة المتناهية لمدة تصل لأكثر من مائة متر. إن قدرة الفهد على التسارع من حالة الراحة إلى سرعة تفوق العشرين ميلا في الدقيقة ضمن فترة زمنية لاتزيد عن ستين الثانية تعد حقا شيئا خارج نطاق الوصف. ومع ذلك، فإن الجزء الأكثر أهمية هنا يكمن خلف المشهد الخارجي لهذه الإنجازات الرياضية النادرة: يعود السبب الرئيسي لما وصل إليه الفهد من مستوى مهارات بدنية بارزة إلي خصائص جسمه المعدة لتسخير الطاقة بكفاءة عالية للغاية.
يتمتع فرسان السهوب بجسد رشيق منحني مصمم للحركة السريعة للغاية وهو أمر ضروري للسيطرة والاستقرار عند دخول مرحلة الخطوات النهائية لتحقيق هدف صيده. يعد الذيل العضلي طويل الشكل أحد أسرار نجاح النظام الغذائي الخاص بهذا النوع الرائد لأنه يساعد بشكل مباشر ودءوب في إبراز عمله المنظم والذي يشابه عمل مستشعر الدوران لدى الإنسان أثناء عملية الربط والإمساك بمجموعة كاملة ومتنوعة من المواقف المختلفة داخل بيئة طبيعية واسعة ومفتوحة وغير مستقرة بطبيعتها . مما يسمح له بالحفاظ بثبات واتزان شديدي اثناء عمليات المناورات العدائية المكثفة المرتبطة بسلوكيات اصطياده وفرائسته المعروف عنهما بشراستها وحساسيتهما تجاه الحركات المفاجأة والسريعه احياناً .
ومن الجدير بالملاحظة أيضا ان وجود نوع انيق وزاهٍ للألوان الخاصة بفراء فروته سواء كانت ذات خلفيات صفراء باهتة أو خطوط سوداء كثيفة مدروس تصميمياً وفق نظام تكاملي يؤكد مكانته الاجتماعية وبالتالي يناسب أغراض حياته اليومية المتطلبة للتكيف المستمر . فان الخصاص الكبير وانخفاض نسبة انتشار هذه الثدييات المرعبة حالياً للأقل من سبع الاف فرد يرجع أساساً لنقص موارد غذائية حيوية لها نتيجة اندثار موطنه الأصلاني المصاحب لفقدانه لكثير ممن عاشت برفقتهم قبل ظهور البشر وانتشار مجتمعاته العمرانية الواسعة عبر مختلف ربوع القاره الافريقيه وأجزاء أخرى قليلة حول العالم العربي خاصة منطقة جنوب الجزيره العربيه مثالا عليها .. وهكذا يبدو واضحا مدى حاجتنا لانقاذ افراس الصحراء مهددين بالتواجد بالكامل فى عالمنا الذي بات تحت رحمة تدخل يد الإنسان مباشرة وبشكل ملحوظ جدا مؤخرا ...وتعتبر اتخاذ إجراءات فعالة نحو توفير مناطق عشبياتها الآمنة ومراقبتها باستمرار اهم طرق دعم جهود مساعدة هذى الشبكة الفقيرة بالفعل والحفاظ على سلامتها مستقبلا املا بذلك تحقق فرصة اكبر لاحياء ذكرى امجاد الماضي المجيدة لهذه الاسراب الشهيرة ومن ثم توسيع رقعة نشاطاتها ونشر روح الرجولة والعظمة مجددا وسط مجتمعاتي الريفية والحضرية الحديثة جنباً الى جنب !!
ختاما ، تبقى قوة التصميم والقوة البدينة التي اكتشفها العلم منذ القدم مصدر إلهام دائم للإنسانية جمعاء وصورة رمزية لقوة القدرة البشرية وعظمتها حين تصنع وتمضي قدما بكل تجرد وإصرار طريق الانتصار والشرف فوق أرض الواقع المادي العملاق ....