يتمتع جهاز الدورة الدموية عند الطيور بكفاءة كبيرة، وهو ما يدعم وظيفته الأساسية ككيانات حيّة ساخنة الجسد قادرة على التحليق عالياً. أساس هذا النظام يكمن في قلب الطائر ذو الأربع غرف - مشابه لما نراه لدى الثدييات لكنه أكثر تعقيدًا بعض الشيء فيما يتعلق بالقوة والقوة الضخمة اللازمة للتحليق.
القلب هنا مكوَّنٌ من قسمين رئيسيين هما "الأذين" والأخرى تسمى "البُطين"، وكل واحد منهم لديه جزآن خاصان بكل جانب من جوانب قلب الطائر. الأذين الأيمن، الأكبر قليلاً مقارنة بنظيره الأيسر، يستقبل الدم الغني بثاني أكسيد الكربون ويعيده مرة أخرى للإنتشار داخل جميع أنحاء الجسم لتوفير الطاقة للمستويات الخلوية. بينما يقوم الأذين الأيسر باستلام الدم المزود بالأوكسجين المنبعث حديثا من عملية التنفس بواسطة الرئة ثم يسلمه مباشرةً للأذين الآخر لينطلق نحو الأعضاء الأخرى ضمن نظام دوري مستمر.
ومن الجدير ذكره أيضًا وجود بطنين مختلفين؛ البطين الايمن الصغير نسبيًا المسؤول عن مضاعفة تدفق دم فقير بجزيئات الأوكسجين نحو الرئتَين لاستعادة نشاطاته الطبيعية وجذب المزيد من الهواء المرطب والمؤكسد للحفاظ على حياة هذه الكائنات الطائرة المتألقة. أما البطين الايسر فهو الأكثر سمكا بحوالي مرتان مقارنة بنظيره الأخضر مما يشير لحاجة ملحة لإنتاج قوة عضلية أكبر للتغلب على قوى مقاومة الهواء أثناء الرحلة الجوية.
بالإضافة لذلك، هناك اختلاف آخر حيث تأتي صمامات الاتصال الداخلي بين الأجزاء المختلفة شكل الثلاث فتحات الثلاثية بدلا عن اثنان مثل البشر والماشية وغيرهما مما يعزز سرعة وكفاءة نقل المواد الغذائية والمعادن عبر اتجاهات مختلفة وفي مراحل مختلفة داخل الدورة الواحدة الواصلة للجسد برمته.
وفي النهاية فإن كثافة العمليات الوظائف الداخلية لقلب طير مقابل مولده الحيواني الكبير ليس مجرد تكافؤ بل علاقة متوازنة ومتكاملة تمكن هذه الكائن الطاير اللماع بالسفر لمسافات طويلة فوق سماوات الأرض بلا كلل ولا ملل!