- صاحب المنشور: يوسف السهيلي
ملخص النقاش:مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتزايد الظواهر الجوية المتطرفة، تواجه الزراعة تحديات غير مسبوقة. واحدة من أهم المحاصيل الغذائية التي تتضرر بشدة بسبب هذه التغيرات هي زراعة القمح. هذا النبات الذي يعتبر المصدر الأساسي للبروتين لعدد كبير من السكان حول العالم يتعرض الآن لعوامل بيئية قاسية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على إنتاجيته وجودته.
درجات الحرارة المرتفعة والمتكررة للهجومات الجفاف تجعل نمو القمح أكثر صعوبة. بعض الأصناف قد تفشل تماماً تحت ظروف الحر الشديدة أو عندما تكون الرطوبة الأرضية قليلة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، يُعدّ تساقط الأمطار الغزيرة وغير المنتظمة مصدر خطر آخر حيث يمكن أن يؤدي إلى غرق المحصول أو انتشار الأمراض الفطرية.
تأثيرات أخرى
تتضمن التأثيرات البعيدة المدى لتغير المناخ زيادة معدلات الآفات والأمراض النباتية. بتغيير توقيت المواسم الزراعية، تصبح الحياة الدورية لهذه الكائنات المرضية خارج نطاق التحكم التقليدي للمزارعين مما يعرض محصولهم لمزيد من الخسائر. كما أنه مع توسيع المناطق المناسبة لكثير من أنواع الأعشاب الضارة والقوارض نتيجة للعناقيد الجافة، فإن مكافحة هذه الأنواع وتنظيمها يصبح أكثر تعقيدا وباهظ الثمن.
الإجراءات والتكيفات الممكنة
للحد من تأثير تغير المناخ على زراعة القمح، هناك عدة خطوات يمكن اتخاذها. بادئ ذي بدء، استخدام تقنيات الري الحديثة مثل الري بالتنقيط والمياه العذبة المعاد تدويرها يساعد في إدارة موارد المياه بكفاءة أكبر خلال فترات الجفاف. ثانيًا، تطوير أصناف مقاومة للجفاف والحرارة وتعزيز البحث العلمي لاستكشاف خيارات جديدة لإدارة المحاصيل تعد استراتيجيتان أساسيتان أيضًا.
في النهاية، يعد التعامل مع التغيرات المناخية مسؤولية مشتركة بين الحكومات والشركات الخاصة ومجموعات المجتمع المدني والعاملين بالمزرعة مباشرة. ومن خلال العمل المشترك والاستثمار في الحلول المستدامة، يمكننا ضمان استمرار زراعة القمح كعنصر غذائي حيوي واستقرار غذائي عالميين رغم تحديات البيئة الجديدة.