يتمتع حيوان البحر الشهير "السلطعون" بتنوع مثير للاهتمام فيما يتعلق بالاختلافات الجنسية بين ذكور وأناث هذا النوع البحري. هذه الاختلافات ليست مجرد سطحية بل تمتد إلى العديد من الجوانب البيولوجية والفسيولوجية التي تساهم بشكل كبير في سلوكياتها ودورها ضمن النظام البيئي للمحيطات.
التركيب الخارجي:
أولاً، يمكن ملاحظة الفروقات الخارجية الواضحة بين الذكور والإناث من خلال الحجم والشكل العام للجسم. عادة ما تكون الإناث أصغر حجماً وأكثر دائرية الشكل مقارنة بالذكور الذين يميلون لأن يكونوا أكبر حجماً وأطول جسداً مع وجود زعانف طويلة مدببة تسمح لهم بحركة أكثر رشاقة عبر المياه. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تحمل الأنثى صندوق بيضي صغير خلف قرص صدرها حيث يتم الاحتفاظ بيضها حتى الفقس.
السلوك والتكاثر:
من الناحية والسلوكية، يلعب كل جنس دور محدد ومختلف أثناء عملية التزاوج. يقوم الذكر بمطاردة الأنثى وتقديم عرض جذاب باستخدام ألوانه الزاهية وزعانفه المعقدة للتأكيد على جاذبيته أمام منافسه محتمل. بعد النجاح، تقوم الأنثى بعد ذلك بتخزين الحيوانات المنوية داخل جسمها لتخصيب البويضات لاحقاً عند تعرضها للبيض. ثم تتولى مسؤولية حماية وتربية الصغار بنفسها بينما يغادر الذكر المشهد ويعود لبحث عن شريك جديد.
الاختلافات الداخلية:
على مستوى الخلايا والأنسجة الداخلية، هناك اختلافات واضحة أيضاً. يحتوي الجهاز التناسلي لدى الذكور على قنوات خاصة لإنتاج ونقل الحيوانات المنوية، بينما تتميز الأعضاء التناسلية للإناث بصندوق خاص تحتفظ فيه بإمدادات ثابتة من البروتينات المغذية اللازمة لتنمية وحضانة البيوض الصغيرة قبل وضعها خارجياً. كما يُلاحظ أيضا فروقا في مستويات هرمونية مختلفة مثل الأستروجين والتستوستيرون والتي تلعب دورا رئيسيا في التحكم بسلوك وكفاءة كلا الجنسين.
في الختام، يعد فهم العوامل المؤدية لهذه الاختلافات جزءا أساسيا لفهم ديناميكيات الحياة البرية ومنظومة العلاقات في الموائل المائية الطبيعية. إن دراسة العوامل البيئية والنظام الغذائي والعمر وغيرها يساعد العلماء والمربيين للحفاظ على توازن صحي لهذه الثدييات البحرية الجميلة والحساسة للغاية تجاه تغييرات الظروف البيئية.