الأخطبوط العملاق، المعروف علمياً باسم Enteroctopus dofleini، هو أحد أكثر اللافقاريات إثارة للإعجاب في عالم البحار. ينتمي هذا النوع العظيم إلى سلسلة الأخطبوطات ولكنه يتميز بشكل خاص بحجم هائل يصل إلى تسعة أمتار وعرض قد يفوق بعض السيارات القياسية. يمكن لهذه الوحوش البحرية الضخمة أن تعيش حتى خمس سنوات ولكن فقط إذا وجدت الظروف المثالية للحياة والنماء تحت الأمواج.
لون بشرة الأخطبوط العملاق متغير ويمكن أن يشمل مجموعة من درجات اللون البني والأحمر مما يجعل تكيفه مع محيطه سهلاً للغاية. إنه يستخدم القدرة الرائعة على تغيير لون بشرته لتتجسس مع بيئتها الطبيعية - سواء كانت نباتات بحرية، صخور أو الشعاب المرجانية.
النظام الغذائي للأخطبوط العملاق متنوع ومتنوع بما يكفي لإرواء شهيته الكبيرة. فهو يتغذي أساساً على القشريات الكبيرة مثل السرطان والقواقع البحرية وكذلك بعض أنواع الأسماك. وعلى النقيض، فإن الفريسة الرئيسية للأخطبوط الأصغر هي الأحياء البحرية الغارقة.
أما فيما يتعلق بتوزيعه الجغرافي، فإنه شائع جداً في منطقة المحيط الهادئ الواسعة والتي تشمل المناطق الساحلية لكاليفورنيا, اليابان وأجزاء من شمال غرب كندا. تنوع عمقه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمراحل الحياة المختلفة له؛ فعندما يكون صغير الحجم، يمكن رؤيته بالقرب من السطح بينما عند الوصول إلى مرحلة النضج، سوف يغمر نفسه في أعماق المحيط التي قد تتعمق لما يقارب الخمس مئات الأمتار تحت مستوى سطح الماء.
بالنسبة للتكاثر، يحدث التزاوج عادة بعد سنتين أو ثلاث سنين منذ الولادة ويحدث مرة واحدة لكل أم في حياتها الطويلة نسبياً. بعد ذلك تقوم الأنثى بحماية وتربية أبنائها الذين قد يصل عددهم لعشرات الآلاف ولفترات طويلة تمتد لساعات الصيف حتى الربيع التالي . خلال هذه الفترة، ترفض الطعام تماما لكنها تستمر في رعاية وحماية أفراد عائلتها الجديدة بكل حب ورعاية.
هذه هي القصص الحقيقية للمملكة غير المرئية لعالم الأخطبوطات العملاقة - تلك الكائنات التي تحظى باحترام كبير بسبب قوتها وذكائها اللامحدود داخل مياه المحيطات الغنية بالعجائب المخفية!.