تعتبر الأنسجة المرستيمية محورًا حيويًا في بنية ونماء النبات، فهي تشكل القلب الديناميكي المسؤول عن نموه المستمر وإنتاجية الأعضاء الجديدة. تُعرف أيضًا باسم "الأنسجة الناشئة"، وهي عبارة عن خلايا غير متخصصة تتمتع بقدرات فريدة تمكنها من دعم العمليات الحيوية داخل النبات.
من أهم خصائص الأنسجة المرستيمية قدرتها الهائلة على تجديد نفسها الذاتية؛ عند تقسيم الخلية الواحدة، تبقى واحدة مماثلة للأصل بينما تتحول الأخرى إلى نسج مختلف تمامًا. وهذا يضمن استمرار دورة الحياة ورد الفعل أمام الضغوط الخارجية مثل الإصابات أو الآفات. بالإضافة لذلك، تحافظ هذه الأنسجة على فراغات بين الخلوية ضئيلة جدًا ولديها جدران خلوية هشة تسمح بحرية حركة وانتشار المواد الغذائية والمياه عبر الجسم النباتي ككل.
يمكن تصنيف الأنسجة المرستيمية بناءً على موقعها ومصدر نشوئها. وفقاً لموضعها inside the plant, يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات رئيسية:
- الأنسجة المرستيمية القمية: تقع هذه في نهايات الجذور والساقين وتعطي نموًا طويلًا للجسم النباتي.
- الأنسجة المرستيمية اللحامية: تظهر في مناطق النمو الفرعية والأوراق وتشارك في توسيع محيط الجذر والساق.
- الأنسجة المرستيمية الجانبية: ترتكز حول سطح الجذور والساق وساهمت بشكل كبير في تطوير طبقات خارجية جديدة لحماية النسيج الداخلي وزيادة مرونة ودعم الشجرة أو الشجيرات القديمة.
بالانتقال إلى التصنيف الثاني، والذي يتم تقديمه استنادًا إلى مصدر ظهور تلك الخلايا، سنجد الأنواع التالية:
- الأنسجة المرستيمية البدائية: تعتبر أقدم مجموعة حيث إنها مستمدة مباشرة من مرحلتي غزل البويضة والتلقيح قبل حدوث الإنبات نفسه. تكاد تكون معدومة بعد وقت قصير نظرًا لاستخدام معظمها أثناء مراحل التطور الأولى للنبتة.
- الأنسجة المرستيمية الأولية: نتاج لتقلص الأنسجة السابق ذكره سابقًا والتي تتفرع بدورها نحو عموم جسم النبات مسببة بذلك تضخمًا ملحوظًا بطريقة انتقائية معينة حسب الجزء المتعلق بالأداء الوظيفي المختلف لكل منطقة وزاوية وجود الطبقات الرقيقة بالتحديد.
- الأنسجة المرستيمية الثانوية: خيار الانتقاء النهائي عندما يدخل الجهاز تنظيميًا فترة الراحة المناسبة لعمره الطبيعي ويتطلب ذلك إعادة تدريب بعض الأقسام المحورية لإطلاق الطاقة المخزنة لديها بكفاءة عالية تحت ظروف بيئية مختلفة وبالتالي تحقيق توازن أكثر صلاحية ضمن البيئات المعتدلّة سواء كانت حارة أم باردة وذلك اعتمادًا على مدى قدرتنا على التأقلم والاستجابة لما يحمله لنا الفصل التالي.. إنه عمل عظيم حقا!
إن الدور المركزي للأنسجة المرستيمية واضح للغاية فيما يتعلق بتوجيه العملية العامة للنمو والتكيف ككل إذ يساهم فعليا بجهد مباشر ومتواصل لمنطقة معنية منه مقابل أخرى مقابل أخرى حتى الوصول لرغبات الطبيعة المثلى للحفاظ على سلامته واستدامته لفترة طويلة بما فيه الكفاية كي يستطيع تقديم خدمات نوعيتها الخاصة للعالم الخارجي رغم محدوديته الظاهرية البادية له العين المجردة ولكنه عالم مليء بالحياة الداخلية المكثفة شديدة التعقيد والحساسية تجاه التقلبات المفاجأة بدون قصد قد تزحف نحوه يوم القيامة ويصبح مهددا بها وهو الأمر الذي يتعين مراعاته جيداً باتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة منذ الآن لحفظ روح الأرض وخلق نظام حياة جديد يعيش عليه أبنائها بلا مخاطر ولو بسيطة عليها وعلى الجميع جميعهم اجمعيين .