الحمد لله وحده. موضوعنا اليوم يدور حول مسألة حساسة تتعلق بطبيعة الحياة الزوجية خلال شهر رمضان الكريم - وهو الشهر الذي خصّه الله بميزة الصوم - حيث طرح مستمع بالسؤال التالي حول استمتاع جنسي دون جماع خلال النهار.
بشكل واضح وصريح، اتفق جميع أهل العلم والدراية الإسلامية على اعتبار هذا النوع من العلاقات الحميمة بين الزوج وزوجته في فترة ليست وقت نوم، وبأي طريقة أخرى غير مجامعة القبل، يعد محرمًا بشدة وفقًا لما ورد في القرآن والسنة النبوية المطهرة. فالقرآن يقول "نساؤكم حرث لكم"، وهذا يشير إلى أنه يجوز للمرأة أن تكون مجال عمل ومصدر متعة له فقط عبر المدخل الطبيعي والصحيح: المهبل. أي شكل آخر من أشكال الاستمتاع تحت مظلة الزواج يُعتبر خروجًا عن الدين ويتسبب في غضب الرب سبحانه وتعالى.
وقد أخبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه ملعون كل شخص يقوم بتلك التصرفات المحظورة دينياً. وقال أيضا انه فعل كهذه يختلف تمام الاختلاف عمّا خلق البشر من أجله والتي هي مخالف لفطرتنا الإنسانية ويمكن لها أيضًا التأثير بشكل سلبي للغاية بصحتنا الصحية العقلية والجسدية. حتى بعض العادات القديمة التي اعتقد البعض قد يكون فيها شيء من الصحة مثل ارتباط الولادة بحالات الاعاقة بسبب هذه الطريقة المشينة للقرب كانت مدانة بالنفي والحظر طبقاً للسنة النبوية ولم تثبت صحة تلك القصة ابدا.
عندما نتحدث عن تأثير هذه الأفعال على صيام الشخص, فلا لبس بشأن عدم شرعية تصرفه وعدم جواز احتساب يومه كمكتمل. ويجب التعويض(القضاء) لهذا اليوم بالإضافة لدفع تكفين كامل نظراً لحصول جريمة طاعة راضية منها سواء بنزيف او بدون نزيف حسب رأي معظم علماء القانون الاسلامي.
وفي الأخير، دعونا نتذكر دعوة القرآن لتحقيق التقوى والإخلاص بدخول رمضان والذي يتمثل هدفه الرئيسي بالتزام التحفظ بما يحقق رضا الخالق عز وجل واتِّباع سنة النبي المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
