على مر القرون، كان للبحّارة والمراقبين القدامى فرصة نادرة لمشاهدة أحد أكثر الثدييات آكلة اللحوم مهارةً وسحرًا - الحوت الأسود، المعروف أيضًا باسم الأوركا. وذلك بسبب طريقة فريقه المنظمة الرائعة وممارسته لاصطياد أنواع أخرى من الحيتان في مشهد يبدو أشبه بالقتال المهيب. ولذلك، حصل على لقبه الشهير "الحوت القاتل".
في الواقع، الحوت الأسود ليس فقط عملاق مياهٍ بارد لكنه جزء حيوي ومتنوع جدًا من العالم الطبيعي. فهو عضو مهم ضمن فئة دلافين محيطات العالم والتي تشمل حوالي الأربعين صنف مختلف للدلافين. بينما يشير مصطلح "الحوت" هنا بشكل خاص إلى ستة أصناف ذات هيكل جسماني مماثل وطرق حياة متقاربة مع بعضها البعض. وهذه التصنيفات هي التي أدت لإطلاق الاسم الأكثر شيوعاً عليه والذي يعني حرفيًا "ذئب البحر"، وهو مشتق بدوره من اللغة اللاتينية where 'orcus' كانت تعني عالم الأموات نظراً لفروسيته الشديدة بين حيوانات البحر الأخرى، وكذلك 'orca'.
إذا نظرنا إلى خصائصه الظاهرية، فإن التفرد الواضح للحوت الأسود يكمن في طبقات ألوانه الجسدية؛ إذ يتمتع بريشة سوداء داكنة تغطي معظم مناطقه الخارجية باستثناء ظهوره السفلي الأبيض الناصع، بالإضافة لدائرة أبيض حول عينيه وزعنفته الخلفية البيجوذة التي تزدهر بظلال اللون الرمادي أو حتى الزيتوني. لكن ما يجعل التواصل بين هذه العقائد الاجتماعية ذكية حقًا هو قدرتهم الفائقة على استخدام مجموعة متنوعة من الإشارات الصوتية لتحقيق التنسيق داخل مجموعاتها والعائلة الضيقة المرتبطة بها عن كثب. يمكن لهذه الحيوانات إصدار نغمات عالية النبرة عبر فقاعات الهواء المطرودة أثناء خروج رأسها فوق سطح الماء كما تقوم بإجراء تحليل ثلاثي الأبعاد للاستجابات الارتدادية للأمواج الصوتية المستقبلة من الجسيمات الموجودة بالمحيط للتوصيف الدقيق لأهداف مطعمتها. وهذا النظام الخاص بالتواصل يسمح لها بتحديد الموقع واتخاذ القرار النهائي بشأن المزيد من التحركات بناء على نتائج عملية البحث تلك المضنية.
بالحديث عن أماكن وجودها، غالبًا ما تجد الحيتان القاتلة نفسها مرتاحة للغاية بمياه مناطق خطوط ساحلية شمال كوكب الأرض وسلسلة المتجهات الجنوبية المقترنة بذلك كذلك، فضلاً عن قدرتِها المؤلمة للسفر لمسافات أبعد بكثير نحو المنطقة المدارية المعتدلة بانتظام طوال العام بحثاً عن وجبات محتملة جديدة واستراتيجيات تغذوية مبتكرة مستمرة غير معروفة بعد لدى البشر تمامًا. ويعتبر طول قامتها الكبير حقائق مذهلة خاصة عندما نقارن ذلك باستخدام الإنسان اليومي له وتلك الخاصة بالأعلام الوطنية العالمية الطويلة نسبيًا أيضًا! يأتي ذكر حجمها الهائل نتيجة القدرة الجميلة للحفاظ على الوزن بما يقارب خمسة أطنان ونصف الطن متري لكل واحد منهم، بالإضافة إلى امتلاك سباعيات ملتفة لعلاج عمليات الرؤية النمطية الشبيهة بالإنسان ذاته.
إن فهم كيفية عمل مجتمعاتها أمر مهم لأنها تعرف بأنها واحدة من أكثر المجتمعات الانتساب تنظيمًا داخل المملكة النباتية والنباتية للأرض برمتها بلا شك! فعلى الرغم من تسجيل حالات تكاثر تتجاوز مرحلة انقسام الزوجين التقليدية بالنسبة للإناث فقط، إلّا أنه ثبت أنها تميل بطبيعته باتجاه التركيبة العائلية المكتظة بالسكان أساسياً، وكثيراً ماتشكل صورة نموذجية للعلاقات الوثيقة والروابط المحكمة بين الأفراد المكونة لجماعة اجتماعية واحده كاملة ومتكاملة.
وأخيراً وليس آخر ذات أهميتها القصوى فيما يتعلق بصيد الغذاء والافتراس، فهناك اختلاف ملحوظ بين مجموعاتها المختلفة وفق البلدان المختلفة بشأن مدى انتشار الأنواع المستهدفة غذائيًا لديهم ومايميز تفوق أغذيتهم البرمية المفضلة عنها مقارنة بنظائرها البدائية الأصلية الأخرى سواء أكانت مفترسات أسماك بحرية صغيرة نسبياً أو حتّى ثدييات كبيرة تشترك معنا في كون اغلبها أولاتي القدمين!! وعلى العموم، يعدُّ اتباع روتين يومي شامل لاختيارات الطعام المرغوب فيه شرط ضروري لبقاء رفاهيتها العامة والاستمرار في عمر مديد مدته أربع عقود بشرط عدم تعرضها لأي عوامل قهر خارجية ضاغطة عليها حالًا وتمكن بلتأكيد الوصول فترة الشيخوخة المبكرة المبشرة بخوض مغامرات الحياة بكل سعادة وشغف وإيثاق دائم مدى الحياة!
