أساطير الثلوج والأرض المرتفعة: عالم الحيوانات البرية في الجبال

التعليقات · 1 مشاهدات

في قلب الأرض التي ترتفع عالياً نحو سماء زرقاء شاسعة، تكثر عجائب الطبيعة الغامضة والمذهلة. الجبال ليست مجرد أسطح مرتفعة بل هي ديار لأصناف نادرة ومدهشة

في قلب الأرض التي ترتفع عالياً نحو سماء زرقاء شاسعة، تكثر عجائب الطبيعة الغامضة والمذهلة. الجبال ليست مجرد أسطح مرتفعة بل هي ديار لأصناف نادرة ومدهشة من الحياة البرية. دعونا نستكشف سوياً بعضاً من أكثر هؤلاء السكان روعةً وأهميةً:

1. الدببة البنية (Ursus arctos)

هذه الوحوش العملاقة تستوطن مناطق كثيرة حول العالم، خاصة عند ارتفاع يصل لـ4,998 متر فوق مستوى سطح البحر. تتميز بمخالبها الحادة والقوية التي تستخدمها ليس فقط لحصد الفريسة ولكن أيضا لاستخراج الطعام المضمر تحت غطاء الثلج والجليد. إن موقعها القاري في السلسلة الغذائية يرجع أساسا لقوتها الهائلة التي تسمح لها بكسر أعناق ودحرجة حيوانات أخرى أصغر حجماً. يحمي شحم الجسم السميك لهم من درجات الحرارة المنخفضة بينما تشتهر حساسيتهم الشمية الفائقة والتي يمكن أن تكشف حتى رائحة الطعام لمسافة كيلومتر واحد. نظام غذائهم متنوع جدا، يشمل النباتات والحيوانات بجميع أشكالها.

2. ثور الهيمالايا (Bos mutus)

هذا الثور النادر يعرف باسم "الثور ذو المعطف"، وهو قادر على التعايش بسلاسة وسط البيئات القطبية بسبب فروّه الكثيف الذي يزداد سمكا خلال فصل الشتاء ليقاوم برودة المناخ الشديد. تتميز حوافره بتصميم فريد يسمح بدعم وزن جسمه الكبير أثناء المشي عبر المنحدرات الصخرية شديدة الانحدار. وعلى الرغم من قضاء اليوم كاملاً في البحث عن المرعى، إلا أنه يجلس عادة على خلفياته واستخدام قدميه الأماميتين لإحضار الأعشاب إليه. ومع حلول الظلام، يسافر إلى المناطق المنخفضة للحصول على الراحة والحفاظ على دفئه بشكل أفضل.

3. نسور لامmergeanier (Gypaetus barbatus)

لقب هذه النسور بـ"آكلة العظم" لا يكذب؛ إذ تعتمد حوالي 80% من وجباتها الغذائية على عظام الحيوانات النافقة مباشرة بعد انتهاء آخر هاجموها - عمليا تخليداً لدورة الطبيعة. كون قدرة الحمض المعدي الخاص بها قادرة على تحقيق مستوى حمضية 1 تقريباً، فإن عملية الهضم تكون سريعة نسبياً بالنسبة للعظام مقارنة بالحياة البرية الأخرى. ولذلك فهي تحتاج لأقل وقت ممكن للبحث عن مصادر تغذيتها. الجدير بالذكر أنه نظرًا لكمية العظام المحملة في أجسامها، فأعداؤها الطبيعيون محدوّرون جدًا.

4. ثعلب الصحراء التبتي (Vulpes ferrilata)

على الرغم من اسمه الواصف لعيشه بالقرب من صحاري المنطقة الجنوبية الغربية للتبت، إلا انه فعلياً يُفضل بيئة ذات ارتفاع معتدل فوق مستوى سطح البحر (حوالي 5000 متر). يساعد الفروه المجعد والعريض والثابت عليه مقاومة درجات الحرارة المنخفضة هناك. بالإضافة لذلك ، فهو معروف بجماعه صيد فعال والذي يحتاج فيه لحساسيته الاستثنائية للسماع لرؤية فريسته بنجاح.

إن حياة هذه الحيوانات المختلفة تمام الاختلاف داخل تلك الأنظمة البيئية تحدد شكل وحياة الأنواع الأخرى الموجودة فيها؛ إنها قصة نجابة وعظمة الطبيعة غير المكتشفة والتي مازالت ترعب وتحبس الأنفاس!

التعليقات