الفيلة هي بلا شك إحدى أكثر الحيوانات إبهارا في عالم الطبيعة، ليس فقط بسبب حجمها الهائل ولكن أيضا بسبب قدراتها ورقتها النفسية. أحد الأشياء الرائعة حقا بالنسبة لهذه الثدييات الضخمة هو كيفية التنفس - وهو أمر يحدث بطريقة فريدة ومعقدة عبر خراطيمها الطويلة والموهبة.
الخِرطوم، هذا الهيكل العظمي المتطور للغاية والذي يمكن للذكور الأكبر حجماً الوصول به الى وزن يصل الى ١٣٠ كيلوجرام ، يتمتع بنظام عصبي ومغلق للعضلات يكاد يفوق التصميم الإنساني تعقيدا. هناك ما يقارب الست عشرة عضلة تعمل جنبًا إلى جنب لتحريك هذه التركيبة المعقدة بدقة مذهلة. وتغطي العضلات الرئيسية المنطقة العليا بينما تتوزع الأخرى لتوفير التحكم الدقيق والنطاق الواسع للحركة اللازمة لاستخداماتها اليومية العديدة .
يستخدم الفيل خراطيمه لأسباب عديدة ومتنوعة، بما في ذلك جمع الطعام مثل أوراق النخيل والأعشاب الصغيرة للاستمتاع بها مباشرة، كما يستخدم أيضًا كمظلة لحماية جلده الرقيق من أشعة الشمس وحمام طبيعي ضد الحشرات فضلا عن أنه يعد وسيلة رائعة للتواصل الاجتماعي بين الأفراد من نفس النوع سواء كان ذكر أم انثى.
لكن كيف يعمل الجهاز التنفسي الخاص بهم من خلال كل تلك المسافة؟! يتصل حلزون الخِنْصَر بلوزة القصبة الهوائية الداخلية خلف فم الفيل مباشرة مما يسمح له باستنشاق الهواء والتنفس بسهولة حتى أثناء الانخفاض للإمساك بالأرض أو المشي لساعات طويلة تحت اشعة الشمس الحارقة بلا ملل ولا تعطش للأوكسجين! هذه القدرة تجعلنا ندرك مدى جمال تصميم الله سبحانه وتعالى وعبقريته في خلق الكائنات المختلفة وخصائصها المميزة لكل واحد منها.