التعليم المستمر: ضرورة أم اختيار؟

**النقاش:** يتناول هذا الحوار موضوع التعليم المستمر وأهميته في ظل التطورات السريعة في التكنولوجيا والممارسات المهنية. يدافع "غفران بن عطية" عن رؤية م

يتناول هذا الحوار موضوع التعليم المستمر وأهميته في ظل التطورات السريعة في التكنولوجيا والممارسات المهنية. يدافع "غفران بن عطية" عن رؤية مفادها أن التعليم المستمر ليس مجرد خيار، بل ضرورة ملحة، مقترحا إلحاحه لتغيير نظر الفرد وتعزيز ثقافة متواصلة من التعلم والتطور. يشاطر العديد من المشاركين هذه الآراء، مثل "مها الجبلي"، الذين يعتبرون التعليم المستمر بمثابة درع ضد الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالعجز عن اللحاق بركب التكنولوجيا والمهارات الجديدة.

مع ذلك، يحمل البعض الآخر وجهة نظر أكثر ليونة، ويؤكد على دور الظروف الفردية والمجال العملي عند النظر في جدوى التعليم المستمر. مثلا، يقترح "سهيل الأنصاري" احتمالية تكييف النهج نحو تعليم مستمر مرن بناءً على الاحتياجات الخاصة للأفراد. هنا يأتي دور "عبد المنعم اليحياوي"، الذي يشدد رغم تسامحه، على الجانب الإلزامي لهذا النوع من التعليم لمنع البطالة والإقصاء الاجتماعي الناجم عن عدم القدرة على مجاراة الطفرة المتسارعة في مجال التوظيف والعلم والمعرفة.

تتوسع المناقشة لتضمين منظور آخر قدمه "شيماء المرابط". فهي تؤكد على أنه بينما تعتبر توجيهات نحو التعليم المستمر أمرًا حيويًا واجتماعيًا، فإن احترام المسؤوليات الشخصية وظروف الحياة المختلفة لدى الأفراد يعد جانبًا هامًا أيضا. وبناء عليه، تقترح توفير نظام شامل ومتنوع يسمح للاختيار الحر والتكيف الشخصي فيما يتعلق بخطط تطوير الذات والتعليم مدى العمر.

وفي النهاية، يبدو الاتفاق العام يدور حول الاعتراف بتعددية وجهات النظر حول هذا الموضوع. ويبدو أن هناك شعورا متزايدا بأهمية تحقيق التوازن: فالضرورة الأساسية للاستمرار في تعلم مهارات جديدة واضحة تمام الوضوح؛ لكن فهم وتقبل اختلاف القدرات واحتياجات الأشخاص المختلفين يبقى كذلك شرط أساسي لنظام فعال وشامل للتعليم مدى العمر.


جعفر الزياني

1 مدونة المشاركات

التعليقات